بعيداً عن دولهم الأصلية، يجلس سيموني بتروني ذو الجنسية الإيطالية، بقرب زوراب منقوتارا من الفيليبين، وإلى جوارهم الكوبي ديفيد كامبس، وعلي سيك السنغالي، يتجاذبون أطراف الحوار بلسان عربي دونما حاجة إلى مترجم. إنهم ديبلوماسيون يعملون في العاصمة الرياض، جمعهم قاسم مشترك عبر لغة الضاد، ضمن 70 ديبلوماسياً آخرين، ينتمون إلى 35 دولة حول العالم، تحولوا إلى طلاب في"دورة اللغة العربية"، التي نظمتها"الأمانة العامة للشباب الإسلامي"، إذ ستقوم بتكريمهم جميعاً هذه الليلة، في عرس ثقافي لغوي، جمع أجناساً وأعراقاً وديانات مختلفة من قارات العالم السبع. وعلى رغم تنوّع اللغات وتراوح الأعمار وتعدد الثقافات، بيد أن الديبلوماسيين انتظموا في مقاعد دراسية، يحضرون ويخرجون سوياً، لمدة 8 أشهر، حاولوا فيها بحرص ومثابرة تعلم المفردات والتعبيرات الشائعة، والقواعد الأساسية للغة العربية، وتطوير مهاراتهم في الاستماع والكلام، من خلال النصوص الحوارية المختلفة، طبقاً لمعلم اللغة العربية الدكتور حسن آل مساعد، موضحاً في حديث ل"الحياة"، أن التركيز في التعليم انصب على اللغة العربية المتحدثة يومياً. وأوضح أن الصعوبات التي واجهها الديبلوماسيون الطلاب، تمثلت في نطق بعض الحروف، خصوصاً حرف الضاد، إضافة إلى حروف الحاء والخاء والطاء، مشيراً إلى أنه تم تزويدهم بكتيبات تحتوي على الحروف الهجائية وطريقة قراءتها وكتابتها، كما يتم تدريب الطلاب على قراءة نصوص أطول إلى جانب الاهتمام بالإملاء. عالم اللغة العربية الشهير"سيبويه"وتلاميذه، لن يكونوا ضمن الحضور في ليلة مغازلة اللغة العربية من جميع أصحاب اللغات في العالم، وهو الذي توفي في عمر الأربعين، مسخراً حياته للغة الضاد، لكن العاملين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بدءاً من أمينها العام الدكتور صالح الوهيبي، ومعلمهم آل مساعد، يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يكرمون الطلاب الديبلوماسيين، الذين بحثوا عن إتقان لغة الضاد بطواعية، بل إن بعض الطلاب أراد أن يعيد تعلم بعض المستويات، لتقوية لغة العرب، أكثر وأكثر. كما حرص معلمهم، بحسب كلامه، على تقديم ثقافة وعادات وتقاليد السعوديين للدارسين من خلال نصوص حوارية وقرائية جذابة وشيقة، موضحاً أن الدورات والكتب قدمت بالمجان، الأمر الذي عكس صورة إيجابية لديهم عن الدولة والشعب السعودي، بعد إلصاق تهم الإرهاب بالمسلمين والعرب. نشر في العدد: 16788 ت.م: 22-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض