عقدت أمس في فندق"بريستول"في العاصمة اللبنانية، ندوة بعنوان"تراث بيروت في الحفظ والصَّون"، شارك فيها عدد من المتخصصين والأكاديميين العاملين في حقول علوم الاجتماع والعمارة والنفس والفولكلور والسينما والمسرح والتلفزيون، الذين يهتمون بالمدينة وبالثقافة العامة فيها. وقارب الباحثون مواضيعهم الهادفة إلى استجلاء معالم الشخصية المدينية التراثية،"متجنبين قدر الإمكان الغوص في عوالم النوستالجيا والوقوف عند أطلال ماضٍ مجيد"، بحسب منسق الندوة، الباحث في الألسنية الدكتور نادر سراج. ورأى سراج أن"بيروت، أم الثقافات الشعبية والمحتضن لها، ومسقط رأس النشاط الثقافي العام في البلد، ومركز الحياة الاجتماعية"، مشدداً على أهميتها في رفد الحركة الثقافية في لبنان. وقدّم المحاضرون قراءة معاصرة للتراث الشعبي ومعالمه وشخصياته ووظائفه الحالية والمرتجاة. ووصف سراج الندوة بأنها"يوم علمي تتكامل فيه الأبحاث والقراءات المتعددة والمتمايزة للشخصية التراثية". وقسّمت الندوة إلى ثلاثة محاور، وتكلّم في المحور الأول الذي حمل عنوان"التحولات الثقافية الاجتماعية والعمرانية في بيروت وتأثيراتها على الشخصية التراثية المدينية"، كل من طارق قزاز عن التحولات العمرانية، وشوقي دويهي عن التحولات اللاحقة بالأماكن العامة، مرتكزاً على المقهى البيروتي كنموذج. وفي حين تناول سراج"التحولات التعبيرية اللغوية"، قدّم أسامة العارف نظرته الى التحولات الثقافية الاجتماعية. وركّز المحاضرون في المحور الثاني على"الشخصية التراثية البيروتية بين الشفهي والمكتوب"، وتحدث وجيه فانوس عن"الشخصية التراثية في الوجدان"، تبعه أمين فرشوخ عن"إشكالية تنميط الشخصية المدينية في فنون الأدب"، ثم حُسن عبّود التي تناولت"تلقّي الشخصية التراثية بين جيلين". وتحدث شادي علاء الدين عن"بيروت وتنازع الهويات". واختتمت الندوة بمحور تناول"الشخصية التراثية المدينية وتداعياتها في الفنون الجميلة والإعلام"، تطرّق خلاله عبيدو باشا إلى"التداعيات الاجتماعية - ثقافية لشخصية أبو عبد البيروتي"، وتناول محمد كريّم"الشخصية المدينية الشعبية في الإعلام والفنون"، وعرضت هدى طالب سراج الشخصية التراثية في الصور. نادر سراج في افتتاح الندوة