تضم منظمة التعاون الاقتصادي بلدان آسيا الوسطى والجنوبية. وشارك، في اجتماع المنظمة الأخير، رؤساء تركيا وأذربيجانوإيران وتركمانستان وأمير قطر، وهي أهم البلدان المصدرة للغاز. ولم تُدعَ روسيا الى الاجتماع الذي ناقش مع الرئيس التركي عبدالله غل مسألة تصدير موارد الطاقة الى أوروبا. وناقشت، أخيراً، هذه البلدان مسألة خط أنابيب الغاز"نابوكو". وتبدي إيران رغبة قوية في الاشتراك في المشروع. فهي أعلنت أن الغاز القادم من آسيا الوسطى في وسعه أن يمر بإيران قبل أن يصب في مصبه. واقترحت تحويل مصادر الغاز في أراضيها قاعدة أساسية لهذا الخط. والحق أن الموقف التركي يعوق إنشاء خط"نابوكو". فأنقرة تريد شراء الغاز الذي من المفترض أن تمر أنابيبه من حدودها الشرقية لتبيعه الى أوروبا على حدودها الغربية. وهي تطمح الى لعب دور روسيا التي تشتري الغاز من آسيا الوسطى على حدودها ثم تسوقه لحسابها. ومنذ 2003، تطالب طهرانأنقرة بأن تلتزم تعرفة ترانزيت نظير نقل 10 بلايين متر مكعب من الغاز في أراضيها. فتركيا تبيع الغاز هذا الى اليونان. ولكن شركة"فوتس"التركية رفضت ذلك، وطالبت بتخفيض أسعار الغاز. فقلصت إيران صادراتها من الغاز الى تركيا. وجاء قرار المحكمة الدولية في سويسرا لمصلحة تركيا، وفرض على ايران تصدير الغاز الى تركيا بأسعار مخفضة، وتعويض كميات الغاز التي لم تضخها. وهذا القرار هو خطوة مهمة تمهد الطريق أمام تحول تركيا الى مصدر لموارد الطاقة الى أوروبا. وقد تسهم القمة هذه في تذليل الخلافات بين تركيا وإيران، وفي إقناع طهران بأن لا مفر من دعم أنقرة لخروجها من عزلتها الدولية. وهي في حاجة ماسة الى كسر عزلتها، ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية الجدية. وبلغ معدل التضخم في ايران 26 في المئة، وعجز الموازنة قد يبلغ 44 بليون دولار. وزيارة الرئيس التركي، عبدالله غل، طهران مهمة. فوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أعلنت من أنقرة رغبة واشنطن في أن تؤدي تركيا دور الوسيط في المحادثات الأميركية - الإيرانية. وفي الاعوام الأخيرة، سعت الحكومة التركية في تحسين صورتها، وتقوية نفوذها في العالمين الإسلامي والعربي، وخصوصاً في إيران. فهي لم تشارك في عملية قوات التحالف الدولي في العراق، وحظرت استخدام أراضيها لشن هجمات على العراق. وفي مؤتمر دافوس، اعترض رجب طيب أردوغان على الحرب الإسرائيلية ضد غزة. وتسعى تركيا الى تعزيز نفوذها في منطقة القوقاز. فهي تؤيد أذربيجان في صراعها مع أرمينيا في موضوع ناغورني كاراباخ الأذري، وتسعى في تحسين علاقتها بأرمينيا، في آن. ولا يعوق تعاظم الطموح السياسي التركي بمنطقة الشرق الأوسط تطوير علاقتها الوطيدة بالولاياتالمتحدة. والإدارة الأميركية الجديدة تتوسل أنقرة لتقوية نفوذها في المنطقة. وزيارة باراك أوباما القريبة إسطنبول هي خير دليل على التوجه الأميركي هذا. وانتظر المراقبون أن تتعاون واشنطن مع موسكو. وأغلب الظن أن يتناول الرئيس الأميركي في زيارته تركيا مسألة أمن الطاقة، وتصدير مواردها الى أوروبا عبر تركيا. وتؤيد الولاياتالمتحدة مشروع"نابوكو"، وتطعن في مشاركة إيران في المشروع هذا. ولكن نجاح الوساطة التركية في تنظيم الحوار الإيراني - الأميركي قد يؤدي الى تغيير الحال. فتصادر تركيا دور روسيا دولة عظمى في مجال الطاقة. صحافيان، عن"كوميرسانت"الروسية 11/3/2009، إعداد علي ماجد نشر في العدد: 16784 ت.م: 18-03-2009 ص: 26 ط: الرياض