أعلنت الحكومة الباكستانية أمس، انها ستقدّم التماساً الى المحكمة العليا لمراجعة الحكم الذي أصدرته في 25 شباط فبراير الماضي وقضى بمنع زعيم حزب"الرابطة الإسلامية"المعارض رئيس الوزراء السابق نواز شريف وشقيقه شهباز من خوض الانتخابات الاشتراعية. ويمثل ذلك الخيار الأخير للحكومة في محاولتها منع وصول المسيرة المناهضة لها، والتي يدعمها نواز شريف، للمطالبة بإعادة القضاة الذين عزلهم الرئيس السابق برويز مشرّف نهاية عام 2007، الى إسلام آباد. لكن اقبال ظفر جهاجرا، السكرتير العام لحزب شريف، قال إن القرار لا يعني شيئاً، ويهدف الى صرف النظر عن المسيرة الطويلة وحملة الاحتجاج مستمرة. وفشل رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش الجنرال أشفاق كياني في إقناع الرئيس آصف علي زرداري بالموافقة على خطة دعمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لإعادة القضاة المعزولين، في مقابل تقليص الصلاحيات التنفيذية للرئيس. راجع ص 8 وانتقد زرداري تصريحات شريف المعادية له، ودعاه الى الحوار شرط تخلّي الأخير عن دعم مسيرة المحامين، مكرراً رفضه إعادة كبير القضاة المعزولين افتخاري تشودري بحجة أنه شرّع الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال برويز مشرف على حكومة شريف نفسه عام 1999. لكن مصادر مطلعة كشفت استعداد زرداري قبول عودة تشودري رئيساً للمحكمة العليا شرط تعهده عدم فتح ملفات خاصة به وبعائلته، أو قانون المصالحة الوطنية بين مشرّف و"حزب الشعب"والذي أسقطت بموجبه التهم الموجهة الى قادة"حزب الشعب"الحاكم. وأشارت المصادر الى أن تشودري رفض عرض زرداري، فيما نفى شريف تلقيه أي عرض للحوار مع زرداري من دون توافر ضمانات من جهات أخرى، مجدداً مطالبته رئيس الوزراء بالاضطلاع بدوره الدستوري في مواجهة"تعنّت"الرئيس، وإنقاذ البلاد من أزمة قد تجرّها إلى صراع داخلي عنيف. واتهم نائب شريف في حزب"الرابطة الإسلامية"جاويد هاشمي الولاياتالمتحدة بالعمل على منع إعادة القضاة المعزولين،"من أجل تفادي فتح ملفات الحرب على الإرهاب وخطف مئات الباكستانيين واختفائهم خلال فترة حكم الرئيس مشرّف"، علماً أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أجرت اتصالاً أمس بكل من زرداري وشريف، وأكدت حرص بلادها على"تعزيز نظام مستقر وديموقراطي"في باكستان. ولا يستبعد حصول مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال مسيرة الاحتجاج في إسلام آباد غداً، علماً أن وزير الداخلية رحمن مالك ناشد مؤسسات المجتمع المدني وفئات الشعب عدم الانضمام إلى المسيرة، مشدداً على ضرورة دعمهم الحكومة في مواجهة مشاكل خطرة في"الحرب على الإرهاب". وأشار الى أن وزارته مقتنعة بأن جماعات ستنفذ عمليات انتحارية ضد حشود المعارضين في إسلام آباد بهدف إيقاع خسائر بشرية كبيرة تؤدي إلى انتشار الفوضى في باكستان. وفيما تصاعدت الدعوات لتدخل الجيش في الأزمة الحالية، استبعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الأميرال مايكل مولن استيلاء قائد الجيش الباكستاني الجنرال كياني على السلطة. وقال مولن لمحطة"بي بي أس":"يريد كياني فعلياً البقاء خارج السياسة، وأن يفعل الشيء الصواب من أجل باكستان"، لكنه نقل عن كياني قوله خلال لقاءات سابقة بينهما انتقاده عجز الحكومة المدنية عن حلّ مشاكل البلاد. ولاحقاً، أعلن الجيش الباكستاني انه سيلتزم قرار الحكومة الخاص بحماية المقرات"الحساسة"في إسلام آباد، فيما أعلنت الشرطة في إقليم البنجاب ان رجالها طوقوا منزل نواز شريف في بلدة رايوند القريبة من لاهور وأقاموا متاريس حوله لمنع رئيس الوزراء السابق وشقيقه شهباز من التحرّك، لكنها نفت إخضاعه لإقامة جبرية. نشر في العدد: 16781 ت.م: 15-03-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: باكستان : تطويق منزل نواز شريف والجيش يلتزم حماية إسلام آباد