منذ سبعينات القرن العشرين وفن الغرافيتي يشكل عنصراً من عناصر موسيقى ال"هيب هوب"، ويمثل جزءاً رئيساً من ثقافته، وهو فن الرسم أو الكتابة على الجدران، الذي يرجع إلى العصر الروماني ولكنه اتخذ شكلاً حديثاً وأضفى على فن"الهيب هوب"طابعاً مرئياً خاصاً. وفي السنوات الأخيرة بدأت مجموعات من هواة ومحبي الغرافيتي في الظهور علناً سواء كان توجههم صوب موسيقى الهيب هوب، أم مجرد حبهم للغرافيتي فقط. تعتبر مجموعة"اكس فايف"من بين المجموعات التي انطلقت في السعودية منذ أربع سنوات، وتضم 4 فتيات و6 شبان من السعودية واليمن والسودان ومصر والأردن وفلسطين وتراوح أعمارهم بين 15 و22 سنة. وتُرافق المجموعة أدوات الرسم وبخاخات الألوان والصبغات والفراشي في رحلاتهم الدائمة للبحث في أحد شوارع جدة عن أي جدار خالٍ، علّهم يضعون بصمتهم"الغرافيتية"، ليظهر إبداعهم واحترافهم لهواية الرسم كوسيلة للتعبير عن أفكارهم ومواهبهم الدفينة وإظهارها للعلن. واكبت"إكس فايف"معظم المناسبات بجهود فردية في شوارع المدينةالمنورة وينبع وجدة منذ 4 سنوات، كانت آخر هذه المناسبات التضامن مع"غزة"، وسبقها أكثر من محطة وطنية واجتماعية مثل اليوم الوطني، وبداية السنة الجديدة، والعودة إلى المدارس، وأسبوع الشجرة، وأسبوع المرور وغيرها، حتى أنهم لم يغفلوا المناسبات الدينية مثل رمضان وعيدي الفطر والأضحى. يقول رئيس المجموعة عبدالله حامد 22 سنة أن فن الغرافيتي يساعد على تفريغ طاقة المراهقين والشبان، وهناك أسماء كسبت شهرة عالمية بعد تخصصها في هذا المجال". ويضيف:" إن دعم محبي الغرافيتي مهم جداً بالنسبة الى المجموعة، خصوصاً أن البعض يعتبر فكرة الرسم على الجدران مجرد"شخابيط"وهي من فعل العصابات والمجرمين وأبناء الشوارع والمشردين". وعن بدايات"إكس فايف"يقول حامد:" البداية كانت عشوائية وأعترف أننا كنا نرسم على أي جدار في طريقنا من دون استئذان أصحابه، للمنافسة مع عدد من المجموعات الأخرى الهاوية لهذا الفن لنشر اسم كل فريق من خلال رسومه، لكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة أصبحنا نقدم أعمالاً منظمة تحمل رسائل موجهة الى المجتمع، ومواكبة للأحداث المهمة والرسم بطريقة مبتكرة عبر مناقشة الأفكار، والاتفاق على فكرة موحدة ننفذها بعد أخذ الإذن من صاحب الجدار". ويشير حامد الى أنهم فئة صالحة في المجتمع، وليسوا فئة تخريبية كما يدعي البعض ويقول:"نظفنا جدران مدينة جدة لإثبات نياتنا الحسنة، ونحاول التعبير عن أنفسنا بطريقة صحيحة، الفن الذي نقدمه محاط بالكثير من العقبات والمعوقات وأهمها غياب الدعم المادي أو المعنوي مقارنة بما يحدث في الخارج من دعم للشباب وهذا الفن بالتحديد، إضافة الى اننا نحتاج إلى مساحات واسعة ومكشوفة مع الأخذ في الاعتبار الحصول على الإذن، وقد أخبرتنا أمانة جدة أنها ستوفر لنا نحو 55 جداراً لنرسم عليها، لكن ذلك لم يحصل، ولم نتلق أي دعم حتى الآن". أما روان السقا 20 سنة من"إكس فايف"، فالتحقت قبل سنتين بالمجموعة وتقول:" لا أستطيع العيش من دون الفن بصفة عامة، لأنه متنفسي وهوايتي، والغرافيتي فن راقٍ وجميل، إذا كان موجهاً ونحن نعمل على ذلك بحيث يكون لنا بصمتنا وأثرنا الجيد على الشباب". نشر في العدد: 16780 ت.م: 14-03-2009 ص: 39 ط: الرياض