لم تطرح في الأسواق - حتى الآن - أغانٍ عن الشعوذة، على رغم رواجها. لا أعرف كيف فاتت هذه على مطرب مثل شعبان عبدالرحيم الذي سيتفنن فيها، ومع كل تلك"الخلاقين"التي يرتديها؟ صحيفة"الخبر"الجزائرية قالت إن العرب ينفقون 5 بلايين دولار على الشعوذة. لست أعرف كيف استطاعت الصحيفة ذكر رقم محدد. وإحصاء هذه الأموال ليس بالأمر اليسير. غالبية أعمال الشعوذة تتم بالسر! بل إن الضحايا هم آخر من يعلن عن ذلك، اللهم إلا الباحثين عن الثراء بتوليد الأموال بالزئبق الأحمر أو الأخضر، وفي الخبر الذي نقلته عنها"العربية"أن النساء يشكلن غالبية مستهلكي منتجات الشعوذة، الواقع أن النساء يلجأن إلى ذلك بسبب الرجال أو لأجلهم، إما هرباً منهم أو بحثاً للالتصاق بهم. توافَق نشر الموضوع مع موقف حدث لصديق"ملقوف"و"ملكع"، ولولا عقيدة متأصلة في وجدانه لرشحته للريادة في"الشعوذة البيضاء!"- إن جاز التعبير - اي تلك التي لا تضر ولا تنهب أموالاً، ومن"لقافته"انه يرد على كل اتصال هاتفي يرن، بعضنا يرى في نفسه أهمية أكثر من اللازم، كأنه وزير خارجية أو مندوب متجول للأمم المتحدة فيرد على أرقام لا يعرفها، خصوصاً تلك التي ترد من بلدان لا يعرف فيها حتى نملة. رد صديقي على الهاتف فجاءه صوت من أفريقيا قال إنه الشيخ فلان وقد اختاره لأسباب، وقبل أن يكمل قاطعه صديقي الملقوف وأكمل هو قائلاً: وأن جنابكم خصّني بالكشف عن كنز ضخم وعلاج ما أشكو منه، ولا تريد سوى نسبة بسيطة منه... وأكمل له من بضاعته نفسها ثم أغلق الهاتف. بعد دقائق وصلته الرسالة الطويلة التالية بأخطائها الاملائية من الشيخ المزيف:"قسماً لك بالله إني كنت أريد مساعدتك، ولكنك تعجلت، والعجلة من الشيطان، وقد تجرك هذه إلى مرض سرطان الدم والعقم ووجع في البطن والمشكلات الزوجية والعائلية فإنك أوقعت نفسك في خطر ومصيبة"انتهى. نلاحظ ان التشخيص المبكر المستقبلي من جناب المشعوذ قد جمع من كل بحر مرضاً أو مشكلة، فإذا كان مستقبِل الرسالة يواجه مشكلة أرقت فؤاده مثل الغريق الباحث عن عود في عين الحسود، ربما يضعف ويعود للاتصال معتذراً أو مستفسِراً، وتبدأ"التحويلات المالية"، لكن صديقي كما ذكرت"ملكع"ضحك عليه وأهمله. انتهى الأمر هنا، وصديقي - ولله الحمد والمنة - بأحسن حال، والقصد أن لا يجعل الانسان نفسه عبداً لاتصال من نصّاب أياً كانت معاناته، لأنها ستتضاعف، أما إذا وردك اتصال لا تعرف هو من أين؟ ولديك شيء من حب الاستطلاع أو"الشفاحة"فهناك مواقع على الإنترنت تضع فيها رقم الهاتف ويخبرك من أي بلد هو، فإذا كان من دول أفريقية وآسيوية تعودنا منها وفرة في إنتاج المشعوذين فأنصحك بإهماله والاتكال على السميع البصير. www.asuwayed.com نشر في العدد: 16742 ت.م: 2009-02-04 ص: الاخيرة ط: الرياض