سقط عشرات القتلى وفر مئات النازحين من مقديشو أمس في معارك هي الأعنف منذ أسابيع بين مقاتلين إسلاميين والشرطة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وأكد شهود عيان وجماعة حقوقية محلية أن عدد القتلى تجاوز 69 في اليوم الثاني من الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس. وقال نائب رئيس"جماعة علمان للسلام وحقوق الإنسان"علي ياسين جيدي، إن"الاقتتال أسفر عن مقتل 48 مدنياً وإصابة 90". وذكر شهود أن 15 مقاتلاً إسلامياً على الأقل وستة من رجال الشرطة قتلوا أيضاً في تبادل النيران وقنابل المورتر التي أمطرت العاصمة الصومالية خلال اليومين الماضيين. واحتشد مئات من قاطني جنوب مقديشو في حافلات صغيرة، فيما استخدم بعضهم عربات تجرها الحمير للفرار بممتلكاتهم إلى مناطق أخرى من العاصمة آمنة نسبياً. وقدر عددهم بنحو 17 ألفاً. وقال رئيس شرطة المدينة عبدي حسن عوالي إن"اشتباكات محدودة"اندلعت عندما هاجم إسلاميون، لليوم الثاني على التوالي، قاعدة لقوات حفظ السلام في المنطقة. وأدى سقوط قذيفة مدفعية أمس على مدرسة إسلامية قريبة من القاعدة العسكرية إلى مقتل طفلين دون العاشرة، وجرح أربعة آخرين. وقال محمد آدم يوسف، وهو معلم في المدرسة، إن"القذيفة سقطت على المدرسة فيما كان الطلاب منشغلين في فصولهم الدراسية. تناثرت الدماء في كل مكان. وكان المشهد صادماً". وأعلن موسى عبدي ارالي الناطق باسم"الحزب الإسلامي"، وهو تحالف يضم أربع جماعات إسلامية مسلحة ليست بينها"حركة الشباب المجاهدين"، مسؤولية حزبه عن الهجمات. وتعهد عدم وقف القتال، مشدداً على أن"قوات حفظ السلام الأفريقية المزعومة يجب أن تغادر البلاد. وبعدها، سيكون في استطاعة الصوماليين التفاوض بينهم على ما يعنيهم". وفي المقابل، قال الناطق باسم القوات الأفريقية باريغي باهوكو إن قواته لن تهاجم أحداً،"لكننا نحتفظ بحق الدفاع عن النفس إذا هوجمنا". واندلع القتال بعد بضعة أيام من عودة الرئيس الجديد شيخ شريف أحمد إلى مقديشو ليشكل حكومة وحدة وطنية جديدة في المحاولة الخامسة عشرة لإعادة السلام للبلاد الغارقة في الفوضى منذ العام 1991. وفي تطور ميداني آخر، سيطرت"حركة الشباب المجاهدين"أمس على منطقة قريبة من الحدود مع إثيوبيا بعدما قضت على قوات موالية للحكومة كانت تسيطر عليها. وقال المسؤول عن الجمارك في المنطقة عدنان محمد يونس إن مدينة الهدور 300 كلم شمال غربي مقديشو وقعت في قبضة الحركة،"ولا معارك تدور حالياً في المدينة". وأشار أحد سكان المنطقة إلى أن"معارك عنيفة وقعت صباح أمس، وفرت على اثرها القوات الحكومية"، فيما أعلن الناطق باسم"الشباب المجاهدين"الشيخ مختار روبو أبو منصور أن"المقاتلين سيطروا على الهدور والأوضاع هادئة". نشر في العدد: 16764 ت.م: 26-02-2009 ص: 10 ط: الرياض عنوان: الصومال : عشرات القتلى ومئات النازحين في أعنف معارك منذ أسابيع