قال مسؤولون أفغان ان مهاجماً انتحارياً بسيارة ملغومة استهدف قافلة لقوات أجنبية في أطراف العاصمة الأفغانية كابول امس، ما أسفر عن اصابة مدنيين أفغانيين اثنين وإصابة جندي فرنسي بجروح طفيفة. ووقع الهجوم قرب جسر عند الطرف الغربي لكابول حيث تعرضت قوات ايطالية وقافلة ديبلوماسية تركية لهجمات شنها متشددون من حركة"طالبان"خلال الشهور ال18 الماضية. وقالت وزارة الداخلية أن اثنين من المدنيين الأفغان أصيبا في حين ذكر ناطق باسم القوات بقيادة حلف شمال الأطلسي أن جندياً فرنسياً مني بإصابات طفيفة في الانفجار. ووقع الهجوم على طريق الخروج الرئيسي باتجاه الجنوب من كابول الى اقليم ميدان وردك الذي شهد زيادة كبيرة في أعمال العنف خلال السنة الماضية، بعد انتقال مقاتلي"طالبان"الى المنطقة. في الوقت ذاته، اعلنت القوة الدولية للمساعدة على احلال الأمن في افغانستان ايساف التابعة لحلف شمال الأطلسي ان ثلاثة مدنيين بينهم طفلان قتلوا في عمليات عسكرية نفذها جنودها ردا على اطلاق نار من متمردي"طالبان"امس. وقالت" ايساف"في بيان ان الطفلين قتلا السبت في تبادل لإطلاق النار بين جنودها ومقاتلين ل"طالبان"تحصنوا في مجمع في ولاية هلمند جنوب احد معاقل المتمردين. وبعد الاشتباك عثر جنود ايساف على"جثث"قرب قاذفات صواريخ وصناديق تحتوي على ذخائر. وأضاف البيان:"للأسف قتل طفلان وأصيب ثلاثة اشخاص بجروح في تبادل اطلاق النار". وفي اليوم نفسه في شرق البلاد، اطلق جنود"ايساف"النار على افغانيين اقتربت سيارتهما من قافلتهم على رغم اطلاق النار التحذيري بحسب بيان آخر للقوة الدولية. ووقع الحادث في ولاية بكتيكا شرق التي طالها التمرد. وقالت"ايساف"ان زعيماً قبلياً توفي متأثراً بجروحه. والخسائر البشرية في صفوف المدنيين السبب الرئيسي للاحتجاج على الوجود العسكري الأجنبي في افغانستان. وتثير هذه الخسائر استياء الرأي العام وحكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. وطلب كارزاي من قيادتي القوات الأميركية والحلف الأطلسي بذل جهود اضافية لتجنب مقتل مدنيين خلال عملياتها ضد"طالبان". في غضون ذلك، هاجم رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال الجوي جوك ستيراب حكومة الرئيس الأفغاني ووصفها بالضعيفة بسبب ما اعتبره فشلها في إحكام سيطرتها على أفغانستان. وقال ستيراب في مقابلة مع صحيفة"صنداي تايمز"إن ضعف حكومة كارزاي"سبب مشاكل لمهمة القوات البريطانية في أفغانستان ونشر القلق بين أوساط جميع الحلفاء هناك". وفيما شدد على أن الشعب الأفغاني هو من يختار رئيسه، اعترف رئيس أركان الدفاع البريطاني بأن ضعف الحكومة في أفغانستان"تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة إليه لأن مهمة القوات البريطانية ترتبط في شكل رئيسي بالحكم وليس هناك أدنى شك في أن حكومة كارزاي تفتقد إلى القدرة". وأضاف ستيراب أن هدف الحملة العسكرية"ليس تحويل أفغانستان إلى سويسرا آسيا لأن المشاكل التي تعاني منها البلاد لا يمكن التعامل معها إلا على المدى الطويل من خلال السياسة". وأكد رئيس أركان الدفاع البريطاني أن قوات أميركية اضافية ستنتشر في هلمند في القريب العاجل إلى جانب القوات البريطانية. ورجحت الصحيفة احتمال أن ترسل واشنطن 6000 جندي إلى هلمند وتتولى مسؤولية الشطر الجنوبي من الولاية حيث كان النجاح البريطاني محدوداً، مشيرة إلى أن كارزاي يُعرف بين أوساط القوات البريطانية في أفغانستان على أنه"عمدة كابول بسبب محدودية سلطته خارج العاصمة وعلاقاته الصعبة مع البريطانيين من جهة أخرى، وسمّت وزارة الدفاع البريطانية الجندي البريطاني الذي قُتل قبل يومين في هلمند بشن بهجوم براجمات القنابل. وقالت الوزارة إن العريف دانيال نيلد من الكتيبة الأولى في فوج الرماة توفي متأثراً بالجروح التي أُصيب بها في الهجوم خلال دورية مشتركة مع الجيش الأفغاني بالقرب من مدينة قلعة موسى. وأضافت أن العريف نيلد 31 سنة كان خدم من قبل في البوسنة وإرلندا الشمالية وكوسوفو. ويُعتبر نيد سادس جندي جندي بريطاني يلقى حتفه في أفغانسان منذ مطلع السنة الحالية. نشر في العدد: 16740 ت.م: 02-02-2009 ص: 18 ط: الرياض