تعثر مشروع"رينو - نيسان"في مدينة طنجة المغربية بعد انسحاب"نيسان"بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. وكانت"نيسان"أعلنت قبل أيام وسط خيبة مغربية عن تخليها عن مشروعها البالغة استثماراته 600 مليون يورو والمخصص لتصنيع 400 ألف سيارة سنوياً موجهة للأسواق الدولية بدءاً بعام 2010، وإغلاق بعض الوحدات الصناعية خارج اليابان، وتسريح 20 ألفاً من موظفيها، عقب انخفاض الطلب على مبيعاتها وتكبدها خسائر في الربع الأخير من العام الماضي. وأكدت"رينو"التي تملك 80 في المئة من المشروع الاستمرار في مشروعها في طنجة، الذي تعتبره الأكبر في منطقة البحر المتوسط، مع إمكان تأخير التنفيذ ارتباطاً بالأزمة المالية. وتعرضت"نيسان"إلى ضغوط سياسية وإعلامية إسبانية للإبقاء على مصانعها في برشلونة، وعدم نقلها إلى طنجة كما كان مقرراً. وأوضح وزير الصناعة والتجارة المغربي احمد رضا الشامي، ان حصة"نيسان"في المشروع 120 مليون دولار، وهي لن تؤثر في مواصلة الأشغال لتجهيز المنطقة غير البعيدة من ميناء طنجة التجاري، لاستقبال مصانع"رينو"، متوقعاً ان تتأخر عملية التصنيع إلى النصف الثاني من عام 2011. ويؤمن المشروع ستة آلاف وظيفة، و30 ألفاً في القطاعات المرتبطة بصناعة السيارات وقطاع الغيار، التي يصدرها المغرب إلى مصانع أوروبية وأميركية ويابانية. وتتخوف الحكومة من ان يدفع قرار"نيسان"التخلي عن المشروع في طنجة شركات يابانية أخرى إلى العدول عن الاستثمار في المغرب، خصوصاً في قطاع الألياف الكهربائية والأجهزة الإلكترونية. وتراهن الرباط على هذه التجربة لنقل التكنولوجيا والخبرة العلمية وزيادة حصة الصناعات الحديثة في نشاطها الاقتصادي إلى نسبة 10 في المئة. وكانت"نيسان"قبل الأزمة تعتزم تصنيع سيارات رباعية الدفع وشاحنات لنقل البضائع في طنجة، بشراكة مع"رينو"التي وقعت اتفاقات تفاهم مع الحكومة المغربية عام 2007، وجدد رئيس"رينو"كارلوس غصن تمسك شركته بمشروعها في المغرب، على رغم انسحاب الطرف الياباني"لأهمية مصنع طنجة في توسيع انتاج الشركة عالمياً". ويرأس غصن كذلك"نيسان". وتوقع مسؤول في شركة"صوماكا"لتصنيع السيارات في الدار البيضاء ان يشهد العام الجاري تراجعاً في مبيعات السيارات بسبب الأزمة وضعف السيولة المصرفية، وتُنتج"رينو"و"بيجو"نحو 40 ألف سيارة بالتعاون مع"صوماكا"المغربية خصوصاً طراز"لوغان داشيا"، التي صدرت منها نحو مئة ألف إلى الخارج، ويجري تصديرها حالياً إلى الأسواق المصرية والتونسية في إطار"إعلان أغادير"الذي يضم كذلك الأردن والمغرب. يذكر ان مبيعات السيارات الجديدة ارتفعت في المغرب إلى 124 ألف وحدة السنة الماضية، بزيادة 19 في المئة، وحلت"رينو"في المرتبة الثانية بعد"كيا"الكورية الجنوبية لجهة مبيعات السيارات في المملكة.