رأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس، أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية يشكل أبرز تحد للاستقرار في شمال آسيا، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية مستعدة لتطبيع العلاقات مع بيونغيانغ اذا أعلنت صراحة تخليها عن برنامجها النووي وعن نياتها العدائية تجاه كوريا الجنوبية. ووصفت كلينتون في كلمة أمام الجمعية الآسيوية في نيويورك عشية بدئها جولتها الآسيوية الأولى اليوم، ان البرنامج النووي لبيونغيانغ"أكبر تحد للاستقرار في منطقة شمال آسيا". وأضافت:"إذا كانت كوريا الشمالية مستعدة بصدق يمكن التحقق منه لوقف برنامجها لتطوير الأسلحة النووية، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستعدة لتطبيع العلاقات الثنائية، وللاستعاضة عن اتفاق وقف النار في شبه الجزيرة الكورية بمعاهدة للسلام، والمساعدة في تلبية حاجات بيونغيانغ في مجالات الطاقة والاقتصاد". ولفتت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن بلادها ترغب في المضي قدماً في المحادثات السداسية في شأن برنامج كوريا الشمالية النووي، مضيفة أنها ستبحث في كوريا الجنوبيةواليابانوالصين"السبل الأفضل لإعادة المحادثات على الطريق السليم. فنحن نؤمن بوجود فرصة لإحراز تقدم في هذه المحادثات، ولكن من الضروري جداً أن تتفادى كوريا الشمالية القيام بأي أعمال استفزازية أو اعتماد خطاب غير مفيد تجاه كوريا الجنوبية". وطمأنت كلينتون اليابان إلى أنها لن تنسى"عائلات اليابانيين المخطوفين في كوريا الشمالية"، لافتة إلى أنها ستلتقي بعضها لدى زيارتها طوكيو الأسبوع المقبل. وقالت أن"الولاياتالمتحدة ملتزمة عصراً جديداً من الديبلوماسية والتطوير ستستخدم خلاله القوة الذكية للعمل مع حلفائها التاريخيين والدول البارزة في سبيل إيجاد حلول إقليمية وعالمية للمشاكل المشتركة". وأضافت:"قلتها في السابق: لا يمكن لأميركا أن تحل مشاكل العالم وحدها، ولا يمكن للعالم أن يحل المشاكل من دون أميركا. وسأسعى في لقاءاتي المقبلة مع الزعماء الآسيويين في طوكيو وجاكارتا وسيول وبكين إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي". وشددت على أن جولتها الآسيوية تعبر عن"رغبة الولاياتالمتحدة في التزام أكبر ومستديم من القادة الآسيويين لحل الأزمة الاقتصادية التي تواجه دول المحيط الهادئ وتعزيز العلاقات التاريخية وتطوير التحالفات مع الدول المستعدة للمساعدة في وضع حد لانتشار الأسلحة النووية في آسيا ولمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين كالتغير المناخي ومصادر الطاقة النظيفة والفروق في المداخيل". وقالت وزيرة الخارجية الأميركية:"نحن مستعدون للاستماع. والاستماع الفاعل لشركائنا لا يعني مبادلتهم الاحترام فحسب، بل يشكل فرصة لتبادل الأفكار التي تغذي جهودنا المشتركة. ففي كثير من الأحيان تصرفت حكومتنا غريزيا ًمن دون النظر في الإثباتات والدلائل او الاستماع الى وجهات نظر أخرى". ومن المقرر أن تبدأ كلينتون اليوم، جولتها الآسيوية، وهي الجولة الخارجية الأولى لها منذ تسلمها منصبها. وستشمل الزيارة الصينواليابانوكوريا الجنوبية وإندونيسيا.