انصبت الجهود مساء امس على تذليل عقدة ظهرت في الساعات الاخيرة قبل اعلان التهدئة بين اسرائيل وحركة"حماس"، اذ رفعت الحكومة الاسرائيلية سقف مطالبها، مشترطة تهدئة مفتوحة واطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. رغم ذلك، سادت اجواء من التفاؤل بقرب الاتفاق في هاتين المسألتين، اذ اشارت مصادر فلسطينية الى ان صفقة شاليت تنتظر موافقة الحكومة الاسرائيلية، كما توقعت اعتماد اقتراح مصري وافقت عليه"حماس"باعلان تهدئة لمدة 18 شهرا تكون"قابلة للتجديد ما لم تحدث معوقات". راجع س 7 وقبل ساعات على اجتماع المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل ليل السبت - الاحد للبحث في قضيتي التهدئة وصفقة الاسرى، اصدر مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت بيانا شدد فيه على ان اسرائيل"لن تتوصل الى تسويات في مسألة التهدئة قبل اطلاق شاليت"، مضيفة ان"الاولويات هي امن سكان الجنوب واطلاق شاليت ... واي قرار سيتم مع الاخذ في الاعتبار الظروف الجديدة التي ستنجم عن الانتخابات"الاسرائيلية. وبحسب مصادر فلسطينية موثوقة، ينتظر ملف شاليت وضع اللمسات الاخيرة عليه بانتظار موافقة الحكومة الاسرائيلية على قائمة الاسرى خلال اجتماعها. وكانت مصادر في الحكومة الاسرائيلية توقعت اتخاذ قرار قريبا في شأن قائمة الاسرى الذين تطالب"حماس"باطلاقهم، ومن بينهم من تطلق عليهم اسرائيل"اسرى ملطخة ايديهم بدماء اسرائيليين". وفي موضوع التهدئة، اكد القيادي في"حماس"، عضو وفدها الى القاهرة صلاح البردويل وجود"مشاكل فنية ظهرت في الساعات الاخيرة بعد مطالبة اسرائيل بأن يكون اتفاق التهدئة دائما"، مشيرا الى ان ذلك يعيق اتفاق التهدئة الذي"انجز فعلا"ويتوقع اعلانه قريبا جدا. كما اكدت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة ل"الحياة"ان اسرائيل تريد تهدئة مفتوحة من دون سقف زمني محدد حتى لا يلقى معارضة في الحكومة الحالية. واوضح قيادي بارز في وفد"حماس"الموجود في القاهرة ان"مصر ابلغتنا انها تلقت مساء اول من امس الرد الاسرائيلي"، واصفا اياه بالسلبي الذي سيعرقل اعلان اتفاق تهدئة اليوم او غدا كما كان مفترضا. واضاف ان القاهرة ستواصل مساعيها مع اسرائيل والاطراف الدولية وعلى رأسها واشنطن، من اجل حض الاسرائيليين على انجاز اتفاق تهدئة في اسرع وقت. من جانبه، اعتبر الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم ان"العراقيل"الاسرائيلية الاخيرة، ومن ضمنها التصعيد العسكري والتراجع عن سقف التهدئة، تهدف الى"ابتزاز"الحركة. نشر في العدد: 16753 ت.م: 15-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض