قال رئيس كتلة"المستقبل"النيابية اللبنانية سعد الحريري"أننا سنتحمل مسؤولية التصدي لمحاولات الاستيلاء على القرار الوطني اللبناني المستقلّ"، معتبراً أن موعد الانتخابات النيابية في 7 حزيران يونيو المقبل"هو موعد الدولة الحرة المستقلة". وقال الحريري في الكلمة التي ألقاها في ذكرى اغتيال والده:"اليوم، نأتي مجدداً إلى ساحة الحرية لنقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكل شهداء انتفاضة الاستقلال: المحكمة الدولية على الأبواب. ودمكم سينتصر على الظالمين. دقّت ساعة الحقيقة. والعدالة ستدقّ أبواب كل الذين شاركوا في المسلسل الإجرامي بحق لبنان". واعتبر أن"كل مواطن نزل إلى هذه الساحة، كل شاب اعتصم أمام تمثال الحرية، كل سيدة لوّحت بالعلم وصرخت من هنا في وجه الظلم، كل وردة وضعت على الضريح، كل دمعة سقطت من عين طفل، وكلّ صلاة تليت لأجل لبنان، كان شريكاً في تعبيد الطريق إلى لاهاي. أنتم حجر الأساس لثورة الأرز. أنتم روح الرابع عشر من آذار. أردتم لعهد الهيمنة أن يرحل فرحل، وأردتم للمحكمة الدولية أن تقوم فقامت". ورأى الحريري أن"لبنان، منذ أربع سنوات، يتحرك في حقول من الألغام. معاً شهدنا مسلسل الاغتيالات التي استهدفت قيادات وطنية وعسكرية، ومعاً واجهنا الحرب الإسرائيلية على بلدنا وتوحّدنا في وجه العدوان، ومعاً شعرنا بوجع نقل المعركة إلى الداخل، ومعاً نجحنا في الإصرار على المحكمة الدولية، ولم نستسلم لليأس. كنا أقوياء بسلاح الإيمان بقضيتنا، ولم نتنازل عن حق اللبنانيين في قيام الدولة، وفي أن يكون لهذه الدولة رئيساً، وأن يُرفع سيف التعطيل عن مؤسساتها الدستورية". وشدد على أن"هذه المسيرة المحفوفة بالتحديات، ما زالت تتطلب المزيد من الصبر والثبات، والكثير الكثير من الحكمة وصلابة الموقف. تحملنا مسؤولياتنا التاريخية في مكافحة محاولات إغراق لبنان في الفتنة الأهلية، وسنتحمل في الحاضر والمستقبل، مسؤولية التصدي لمحاولات الاستيلاء على القرار الوطني اللبناني المستقلّ". وخاطب الحاضرين قائلاً:"تأكدوا تماماً، أن قوى الرابع عشر من آذار، ستكون أمينة على هذه المهمة الوطنية النبيلة، التزاماً منها بمواثيق العيش المشترك، وبثوابت انتفاضة الاستقلال التي خرجت من هنا، من ساحة الحرية". وتابع الحريري:"عندما نقول إن استحقاق الانتخابات في السابع من حزيران المقبل، هو استحقاق مصيري، فهذا ليس من باب التهويل على أحد، ولا من باب الاستنفار الانتخابي وحشد القوى السياسية. نعلن ذلك بكلّ بساطة، لنؤكد أن السابع من حزيران، ليس مجرّد مناسبة لاختيار أعضاء المجلس النيابي، بل هو فرصة أمام اللبنانيين جميعاً للإجابة عن الأسئلة المصيرية، وهو بالنسبة لقوى الرابع عشر من آذار، مناسبة لرفع الصوت في سبيل قيام دولة حرّة مستقلّة وقادرة. دولة مسؤولة عن إدارة شؤونها بنفسها. ودولة مسؤولة عن حماية الحدود والسيادة الوطنية واستقرار البلاد وسلامة الشعب وتقدّمه". واعتبر أن"السابع من حزيران، محطة مفصلية في حياة لبنان الديموقراطية، ونتطلع إلى إجراء الانتخابات في أجواء ديموقراطية تلتزم حدود القانون، وتخضع لشروط المراقبة العربية والدولية التي تقتضيها الظروف الراهنة"، معلناً"أننا سنتعامل مع نتائج الانتخابات، في إطار القوانين المرعية، وسنلتزم نصوص الدستور، بما يساعد على تفعيل النظام الديموقراطي البرلماني، ويعيد الاعتبار لمفهوم تداول السلطة وفقاً للأصول، والحؤول دون تكبيل المؤسسات الدستورية بالقواعد الاستثنائية للحياة السياسية". ودعا إلى"إعلاء لغة الحوار الوطني على أي لغة تناقض العيش المشترك، وتسعى من قريب أو من بعيد إلى استدراج لبنان نحو أي شكل من أشكال العنف"، مؤكداً"أننا تلاقينا في اتفاق الطائف على طي صفحة الحروب إلى غير رجعة، وسيبقى هذا الاتفاق بالنسبة إلينا، القاعدة التي نجدد من خلالها وفاقنا الوطني، الطائف، الطائف، الطائف". ورأى الحريري أن"مستقبل لبنان الاقتصادي هو رهن الاستقرار السياسي والأمني"، موضحاً أن"لبنان دفع أثماناً اقتصادية ومالية واجتماعية كبيرة لمسلسل الحروب والأزمات خلال العقود الماضية، ولتلك الأشكال المتعددة من الفجور السياسي التي قطعت الطريق على كل محاولات الإصلاح المالي والاقتصادي، وأهدرت الفرص المتتالية لباريس-1 وباريس-2 وباريس-3". وقال:"منذ العام 1975 وأنتم تدفعون ثمن الحروب الأهلية، وثمن الحروب الإسرائيلية، وأثمان الفوضى المسلّحة والبؤر الأمنية والعسكرية ودعوات العصيان المدني وإقفال المرافق العامة"، موضحاً أن"كلّ ذلك له علاقة مباشرة بتفاقم الدين العام واستفحال الهجرة وتعطيل إمكانات النموّ". وشدد على أن"الأوان آن لإدراك التلازم بين النمو الاقتصادي وبين الاستقرار السياسي والأمني، كما آن الأوان لكشف المتلاعبين الحقيقيين بحقوق الدولة، ووضع اليد على مكامن الفساد الحقيقية، وعلى أوكار الفوضى المسؤولة عن حماية هذا الفساد". وتطرق الحريري إلى الأوضاع الفلسطينية، وقال:"نتألم هذه الأيام للمشهد الفلسطيني، ولحال الانقسام الذي يهدّد قضية فلسطين. فلا يعقل أن تصبح قضية العرب المقدّسة، رهينة هذا الواقع المأسوي. رهينة الصراع على منظمتين للتحرير، وعلى أرضين للدولة الواحدة، أو على سلطتين وحكومتين. هذه علامة من علامات الآخرة لقضية العرب الأولى. هذا عار علينا جميعاً، أن تسقط قضية فلسطين ضحية الصراع بين الإخوة، هذا عار على الذين يشاركون في تأجيج نار الانقسام وتسليم قرار فلسطين لجهات ومحاور إقليمية". وأضاف:"باسمكم جميعاً، أرفع تحية إكبار وتضامن إلى اخواننا الفلسطينيين في غزّة وتضحياتهم في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية، ونناشد القيادات الفلسطينية، الارتقاء إلى مستوى التحدي التاريخي مع العدو، وتفويت الفرصة على المتلاعبين بقضيتهم المقدّسة". وخاطب الحريري الجموع قائلاً:"يا أحرار لبنان، يا أبطال انتفاضة الاستقلال،.. معكم سنبقى على العهد، ومعكم نصنع التغيير نحو الأفضل، ومعكم نتقدم نحو السابع من حزيران. موعد القرار الحرّ والصوت الحرّ والدولة الحرة المستقلّة. عشتم. عاش لبنان. لبنان أولاً، لبنان أولاً، لبنان أولاً".