جاهد صُناع القرار على مستوى العالم أمس، لمنع اقتصاداتهم من الانحدار بدرجة أكبر نحو الكساد، وأظهرت اليابان تأثيرات الازمة عن طريق بيانات أوضحت ان الانكماش بات خطراً حقيقياً. وخفض البنك المركزي الكوري الجنوبي أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي في أربعة أشهر، في محاولة لتجنب الكساد. وفي استراليا ارتفع معدل البطالة الى أعلى مستوى في سنتين وتعثرت خطة الحفز الاقتصادي الأسترالية التي تبلغ قيمتها 42 بليون دولار استرالي 28 بليون دولار. وقال، عضو البنك المركزي الاوروبي ومحافظ بنك فنلندا المركزي اركي ليكانين في حديث نشر أمس في عدد صحيفة"تالوسانومات"الفنلندية على الانترنت:"لا يمكنني القول بأن الأسوأ قد انقضى على رغم التقدم الذي بدأ احرازه في بعض أسواق المال". وانخفضت اسعار الجملة في اليابان 0.2 في المئة في كانون الثاني يناير، مقارنة بها قبل سنة وهو أول انخفاض منذ كانون الاول ديسمبر 2003. وربما تمثل هذه البيانات بداية فترة من الانكماش توقع بالفعل"بنك اليابان"المركزي الياباني ان تستمر سنتين. ويتعرض الاستهلاك المحلي الضعيف الى مزيد من الضغوط من انهيار الصادرات. وقبل ستة أشهر فقط كان تضخم أسعار الجملة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد بلغ أعلى مستوى في 27 عاماً عند 7.4 في المئة مع ارتفاع أسعار النفط والسلع. وقد تكون فترة من انخفاض الاسعار مضرة جداً بالاقتصاد لأنها تشجع المستهلكين على تجنب الانفاق انتظاراً لانخفاض الأسعار، ما يفاقم التراجع، الذي يذكر اليابان بأحدث فترة انكماش استمرت سنوات من أواخر التسعينات. وقال تاكيشي مينامي، كبير الاقتصاديين في"مركز دراسات نورينتشوكين":"عززت البيانات الفكرة القائلة ان على مصرف اليابان أن يدعم الاقتصاد". وعلى رغم بيانات التجارة المقلقة الصادرة في وقت سابق أمس، أظهرت معدلات الاقراض القياسية في كانون الثاني ان المصارف في الصين تستجيب لدعوات الحكومة لها بدعم الاقتصاد عن طريق تقديم مزيد من الائتمان. وأظهرت بيانات أن مصارف الصين قدمت 1.62 تريليون يوان 237 بليون دولار من القروض الجديدة في كانون الثاني، أي ما يزيد بنحو الثلث عن حجم الاقراض في عام 2008 بكامله، ما جدد التفاؤل بأن نهاية التباطؤ الذي تشهده الصين لاحت في الأفق. وتحركت الصين بصفقة قيمتها 19.5 بليون دولار أمس لشراء كميات كبيرة من المواد الخام المطلوبة لنمو اقتصادها عندما وافقت شركة الالومنيوم الحكومية"تشاينالكو"على صفقة معقدة مع"ريو تينتو"العالمية للتعدين. نشر في العدد: 16751 ت.م: 13-02-2009 ص: 17 ط: الرياض