يهدف تصوير الأوعية الرئوية بالأشعة السينية بعد حقن مادة ظليلة فيها في الدرجة الأولى الى تحرّي وجود الصمامة الرئوية، أو الكشف عن عدد من الآفات الرئوية الولادية والمكتسبة، وتعتبر طريقة التصوير وسيلة حاسمة في وضع تشخيص الصمامة الرئوية خصوصاً في طور المرحلة الحادة، أو لدى المرضى المصابين بالصدمة، أو عندما يكون التصوير الومضاني للرئة مثيراً للشكوك. ويجري تصوير الأوعية الرئوية التقليدي بإدخال مادة ظليلة عبر قسطرة تدخل في الوريد الفخذي الى الوريد الأجوف السفلي، ومن ثم تدفع الى الأذين الأيمن وبعدها الى البطين الأيمن للقلب، وبعد عمل مناورة بسيطة يتم زلق القسطرة الى فوهة الشريان الرئوي، عندئذ تحقن المادة الظليلة. وقد يعمد الطبيب في الوقت ذاته الى قياس الضغط الشرياني الرئوي والى حقن مواد مذيبة للخثرة. أما في حال النزف فيحدد مكانه، ومن ثم تحقن مادة مصلبة تفيد في وضع حد لهذا النزف. وعلى أثر ايداع المادة الظليلة يأخذ الطبيب صوراً بالأشعة السينية بفواصل زمنية محددة، ويسمح هذا بتصوير الأوعية التي تظهر بالحقن، وعند مشاهدة عيوب في امتلاء أوعية الرئة بالمادة الظليلة، فإن الإصابة بالصمامة الرئوية تكون حاصلة. يجب إبلاغ المريض انه قد يعاني إثر حقنه بالمادة الظليلة، من التوهج الدافئ، والحكة، والشرى. ويجب اتخاذ الاحتياطات المناسبة لمواجهة إمكان حدوث الصدمة أو اضطراب في دقات القلب، من أجل المباشرة في العلاج المناسب في الوقت اللازم وقبل الوقوع في مطب اختلاطات تشكل تهديداً فعلياً للحياة. ويسمح تصوير الأوعية الرئوية في رصد الأمراض الآتية: - الإصابة بالصمامة الرئوية. - آفات الأوعية الدموية الرئوية الولادية منها والمكتسبة. - الأورام والكتل الرئوية. ويجدر التنويه بخطورة الصمامة الرئوية على صاحبها، وهي صعبة التشخيص، وتنتج من انسداد الشريان الرئوي أو أحد فروعه بخثرة دموية في غالب الأحيان مصدرها الأوردة العميقة القابعة في الأطراف السفلية، ولكنها الصمامة قد تحصل بسبب فقاعة هوائية أو كرة دهنية. وتسبب الخثرة الدموية او الفقاعة الهوائية أو الكرة الدهنية انسداد الشريان، فتمنع انسياب الدم فيرتفع الضغط في داخله، وقد ينتج من هذا قصور حاد في البطين الأيمن للقلب. إن الصمامة الرئوية حالة طارئة وخطرة، وهي تعطي عوارض غير نوعية تشاهد في أمراض عدة مثل: ضيق في التنفس. تسارع في وتيرة التنفس. ألم في أحد جانبي الصدر يتأزم بأخذ الشهيق العميق. التسارع في دقات القلب. وقد تكون عوارض الصمامة بسيطة لا يأخذها المصاب في الاعتبار. الى ذلك، يحتاج تشخيص الصمامة بحد ذاته الى فحوص شعاعية خاصة لا تتوافر سوى في المراكز الطبية المتقدمة. وفي حال الشك بالصمامة الرئوية، لا بد من العمل سريعاً لتدبيرها بالتي هي أحسن قبل ان تخلّف وراءها اختلاطات وخيمة قد تنتهي بالوفاة. يذكر أن جلطة الساق العميقة التي تعرف طبياً باسم متلازمة الدرجة السياحية هي المسؤولة عن حوادث لا بأس بها من الصمامات الرئوية، وفي الواقع إن هذه المشكلة لا تحصل لركاب الدرجة السياحية فقط، بل تطاول ركاب الدرجة الأولى أيضاً مع فارق أنها اكثر حدوثاً عند أفراد الدرجة السياحية. نشر في العدد: 16750 ت.م: 12-02-2009 ص: 29 ط: الرياض