أكدت موسكو استعدادها للتعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لتعزيز الأمن في أوروبا وتسوية الأزمات الدولية وخصوصاً في أفغانستان والشرق الأوسط، وقدمت تطمينات إلى الأوروبيين في شأن عدم نيتها نشر صواريخ روسية في إقليم كاليننغراد غرب البلاد، إذا تراجعت واشنطن عن فكرة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا. وكان ملف الأمن في أوروبا محوراً أساسياً خلال المناقشات التي أجراها في موسكو أمس، وزير الخارجية سيرغي لافروف مع وفد"الترويكا"الأوروبية الذي ضم وزير الخارجية التشيخي كارل شفارتسينبيرغ الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حالياً ووزير خارجية السويد كارل بيلت والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمفوضة الأوروبية المكلفة بالشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر. وقال لافروف خلال الاجتماع إن روسيا تنظر الى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي على أنها علاقات شراكة إستراتيجية. وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام اللقاء أكد الوزير الروسي ان بلاده"لن تنشر أي صواريخ في كاليننغراد ما لم تظهر مكونات الدرع الأميركية في أوروبا". وبدا أن لافروف سعى إلى طمأنة المجموعة الأوروبية ، فهو أشار إلى استعداد موسكو للتعاون مع الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"في كل المسائل المتعلقة بالأمن في القارة، إضافة إلى التعاون في الملفات الدولية التي ركز منها على أفغانستان وملف التسوية في الشرق الأوسط . تعاون حول جورجيا وعلى رغم أن الحديث عن"الدرع"الأميركية برز خلال المؤتمر الصحافي الختامي الذي عقده، فإن الوزير الروسي أوضح أن هذا الملف"لم يكن أساسياً خلال المناقشات وتم التطرق إليه سريعاً في إطار الحديث عن الأمن الأوروبي". وأوضح لافروف أن الحوار تركز بالدرجة الأولى على الوضع في منطقة القوقاز والعلاقات الروسية - الجورجية،علماً أن جورجيا استغلت تواجد الوفد الأوروبي في موسكو لتوجيه اتهامات جديدة للروس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والقيام بعمليات توغل داخل أراضيها. وجاءت أبرز نتائج المحادثات الروسية - الأوروبية مع إعلان لافروف موافقة بلاده على تواجد بعثات الأممالمتحدة في جورجيا وجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. واعتبر أن هذا التواجد"سيكون مفيداً لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". ايران وكان الملف الإيراني حاضراً بدوره في الاجتماع الروسي ? الأوروبي. وأعلن لافروف أن بلاده"تعير أهمية كبيرة لنية الولاياتالمتحدة بدء مفاوضات مباشرة مع إيران". وزاد أن روسيا تأمل، نظراً الى توجه الإدارة الأميركية لاتخاذ موقف جديد من إيران، في أن تتمكن الولاياتالمتحدة من تفعيل دورها في حل القضية الإيرانية. كما أكد على تطابق مواقف روسيا والاتحاد الأوروبي تقريباً تجاه قضية التسوية السلمية في الشرق الأوسط. وكان لافروف أعلن أول من أمس، استعداد بلاده للتعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف"الأطلسي"في مواجهة التهديدات الجديدة في أوروبا، وفي التعامل مع ملف أفغانستان. وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه قناة"فيستي - 24"الإخبارية الروسية، إنه"تم تشكيل قوات الانتشار السريع في إطار منظمة الأمن الجماعي ليس بهدف مواجهة الحلف الغربي، بل لتعزيز فعالية الخطوات الرامية الى التصدي للأعمال العدوانية وتهديدات الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، ومواجهة آثار الكوارث الطبيعية". وأكد أن منظمة الأمن الجماعي التي تضم سبع جمهوريات سوفياتية سابقة مستعدة للتعاون مع الحلف في مواجهة هذه التهديدات إذا كان الحلف بدوره جاهزاً لمثل هذا التعاون. وأكد الوزير الروسي في الوقت ذاته أن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع الإدارة الأميركية الجديدة حول قضية تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية. ويذكر أن فترة الاتفاقية الحالية الخاصة بالأسلحة الإستراتيجية الهجومية تنتهي في نهاية العام الحالي. وزاد لافروف"روسيا مستعدة للمضي قدماً في طريق التقليص مع مراعاة مصالح أمنها الوطني".