سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قلق من تدني نسبة التصويت ومن أحوال جوية ماطرة وعاصفة لا سابق لها منذ 50 عاما . الإسرائيليون يقترعون وسط تقديرات بفوز اليمين وتشكيل الحكومة مخاض صعب مفتاحه ليبرمان
يتوجه الناخبون الإسرائيليون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء الكنيست البرلمان وللتصويت عملياً على الحكومة المقبلة، وسط لامبالاة لا سابق لها وتوقعات بأن النتائج لن تفرز صورة واضحة، أو تأتي بحزبين كبيرين، كما حصل في الماضي، إنما بأحزاب ثلاثة أو أربعة متوسطة، ما ينذر بحكومة غير مستقرة. كما يخشى أركان الأحزاب أن تتدنى نسبة التصويت عن 63 في المئة التي سجلت في انتخابات العام 2003 وكانت الأدنى في تاريخ الانتخابات العامة. ويزيد قلق هؤلاء توقعات الأرصاد الجوية بيوم ماطر وعاصف لا سابق له منذ 50 عاما، ما قد يحمل اللامبالين على البقاء في بيوتهم. راجع ص 3 و4 و5 ومع بلوغ الحملة الانتخابية خط النهاية، ما زال نحو ربع الإسرائيليين مترددا في اختيار الحزب الذي سيقترع له. ويأتي هذا التردد بفعل غياب فوارق جوهرية بين الأحزاب الثلاثة الرئيسة،"كديما"و"العمل"و"ليكود"، والتي لم تجتهد كثيراً لتقدم للإسرائيليين برامجها، إنما اعتمدت أساساً على الترويج لرؤسائها المرشحين الى تولي رئاسة الحكومة، ولقدرة كل منهم على إدارة دفة الأمور في القضايا الأمنية والاقتصادية. ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن تكتل أحزاب اليمين سيفوز بغالبية مطلقة من المقاعد 66 مقعدا من مجموع 120، فإن السباق بين"ليكود"اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو وبين"كديما""الوسطي"بزعامة تسيبي ليفني على الريادة، متلاصق جداً، بعدما فقد"ليكود"مقاعد كثيرة لمصلحة الحزب اليميني المتطرف"إسرائيل بيتنا"بقيادة أفيغدور ليبرمان الذي ركز حملته الانتخابية على التحريض على العرب وتوعدهم بقوانين متشددة وبقوة مفرطة. وفي حال أصابت الاستطلاعات، فإن حزب ليبرمان سيكون المفتاح الأهم لأي ائتلاف حكومي. ورغم أنه من الطبيعي أن يدعم ليبرمان ترشيح نتانياهو لترؤس الحكومة المقبلة، فإنه يرفض الالتزام مسبقاً بذلك، في محاولة منه لابتزاز زعيم"ليكود"بإسناد حقائب وزارية رفيعة له ولممثلي الحزب. ويبدو حزب"العمل"، مؤسس الدولة العبرية وحاكمها لنحو أربعة عقود، كمن يضيع بين أرجل الأحزاب الثلاثة الآنفة الذكر، إذ يتوقع أن يخرج مع 15 مقعداً فقط تضعف مكانته وفرص بقاء زعيمه ايهود بارك في منصبه الحالي وزيراً للدفاع. وثمة إجماع بأن من سيفوز بثقة غالبية الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، سيواجه صعوبات حقيقية في مهمته، إذ في كل الأحوال لن يكون حزب رئيس الحكومة قوياً وحر التصرف حيال مشاركة عدد كبير من الأحزاب في الحكومة. على الورق، تبدو فرص نتانياهو لتشكيل الحكومة أقوى من فرص ليفني إذا ما جاءت النتائج حقاً بغالبية يمينية في الكنيست. فالخيار الأول أمامه سيكون تشكيل حكومة يمينية متشددة يقال إنه لا يحبذها. وهناك خيار آخر بتشكيل حكومة بمشاركة"ليكود"و"كديما"و"العمل"و"إسرائيل بيتنا"و"شاس"، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كان"كديما"مستعداً لذلك، أو هل يوافق"العمل"على الشراكة مع"إسرائيل بيتنا". وثمة خيار ثالث يقضي باستبعاد"كديما"عن التوليفة، لكن هذا الخيار أيضاً ليس سهلاً حيال الخلافات في معظم القضايا بين"إسرائيل بيتنا"و"شاس". وفي كل الأحوال، فإن الثمن الذي قد يدفعه نتانياهو قد يبقي"ليكود"بلا حقائب وزارية رفيعة مثل الدفاع والخارجية والمال. في المقابل، تبدو مهمة ليفني أصعب حتى في حال حظيت بدعم"إسرائيل بيتنا"، ووافق"العمل"على الشراكة، إذ في هذه الحال ستكون لديها حكومة ضيقة القاعدة البرلمانية ومتعلقة إلى حد كبير بأهواء زعيم"إسرائيل بيتنا"الذي لم يبق في الحكومتين اللتين شارك فيهما أكثر من عام. يذكر أخيراً أن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز سيبدأ مشاوراته مع ممثلي الأحزاب المختلفة لاختيار مرشح الغالبية لتشكيل الحكومة، الثلثاء المقبل، بعد نشر النتائج النهائية للانتخابات بشكل رسمي. نشر في العدد: 16748 ت.م: 10-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: تشكيل الحكومة مخاض صعب قلق من تدني نسبة التصويت ومن أحوال جوية ماطرة وعاصفة لا سابق لها منذ 50 عاما . الإسرائيليون يقترعون وسط تقديرات بفوز اليمين