اكد استطلاع جديد للرأي في إسرائيل نشرت نتائجه صحيفة"هآرتس"أمس تماهي غالبية الإسرائيليين مع السياسة التي ينتهجها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وائتلافه اليميني. ووفقاً للنتائج، فإنه لو أجريت انتخابات برلمانية اليوم لعزز التحالف اليميني ? الديني المتشدد بقيادة حزب"ليكود"الحاكم نفوذه وتمثيله البرلماني، في مقابل تدهور آخر في شعبية حزب"العمل"الوسطي ? اليساري مؤسس الدولة العبرية ينذر باندثاره تماماً. كما أكدت النتائج أن اليسار الصهيوني يكاد يختفي تماماً عن الساحة الإسرائيلية، وسيتمثل كما اليوم بثلاثة نواب، وان غالبية الإسرائيليين لا تزال ترى في نتانياهو الشخصية الأنسب لمنصب رئيس الحكومة. وبحسب الاستطلاع، تحصل الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة على 72 مقعداً من مجموع 120، أي بزيادة سبعة مقاعد عن تمثيلها في الكنيست الحالية التي افرزتها انتخابات شباط فبراير الماضي، بينما تحصل أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية مجتمعة على 48 مقعداً فقط 55 في الكنيست الحالية. وفي التفاصيل، يعزز"ليكود"الحاكم اليوم تمثيله البرلماني الحالي بنسبة 20 في المئة ويحصل على 33 مقعداً 27 في الكنيست الحالي. ويحصل حزب المهاجرين الروس"إسرائيل بيتنا"بقيادة وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان على 14 مقعداً 15 حالياً، كما تحصل الأحزاب الدينية،"شاس"و"الاتحاد القومي"و"البيت اليهودي"، على 25 مقعداً مجتمعة. في المقابل، يحافظ"كديما"الوسطي برئاسة تسيبي ليفني على تمثيله، بل يعززه بمقعد 29 مقعداً في مقابل 28 حالياً، فيما يتدهور حزب"العمل"بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك إلى 6 مقاعد فقط 13 حالياً. وتحافظ حركة"ميرتس"اليسارية على مقاعدها الثلاثة، أما الأحزاب العربية الثلاثة فتحصل مجتمعة على 10 مقاعد 11 حالياً تتقدمها"الجبهة الديموقراطية"الحزب الشيوعي بخمسة مقاعد. وعلى رغم أن النتائج تؤكد مزيداً من انزياح الشارع الإسرائيلي نحو اليمين، أعلنت غالبية من 57 في المئة من الإسرائيليين تأييدها خطة الرجل الثاني في"كديما"شاؤول موفاز للتسوية مع الفلسطينيين التي تضمنت إقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة، على أن تشمل الحدود الدائمة للدولة بعد انتهاء المفاوضات مساحة الضفة الغربية كلها، لكن ليس ضمن حدود عام 1967. كما تضمنت استعداداً للتفاوض مع"حماس"في حال فازت بالحكم في انتخابات ديموقراطية"وتخلت من طريق الإرهاب". وجاء لافتاً أن 72 في المئة من مصوتي"كديما"يدعمون الخطة، ما يعني تحدياً لزعيمة الحزب ليفني التي ترى أن الغرض من عرض الخطة مناكفتها، وأنها تتعارض وبرنامج الحزب السياسي. وبلغت نسبة مؤيدي الخطة في أوساط"ليكود"53 في المئة، وهي نسبة عالية لا يستبعد مراقبون أن تشكل رافعة ضغط على نتانياهو لتحريك المسار التفاوضي. وقال 43 في المئة من الإسرائيليين إن نتانياهو أنسب الشخصيات الإسرائيلية لمنصب رئيس الحكومة 43 في المئة في مقابل 27 في المئة اختاروا ليفني، و10 في المئة ليبرمان، و5 في المئة فقط صوتوا لباراك الذي تراجعت شعبيته كثيراً قياساً بالاستطلاع السابق في حزيران يونيو الماضي. وقال 50 في المئة 61 في الاستطلاع السابق أنه ملائم لمنصبه في مقابل 44 في المئة أعربوا عن عدم رضاهم 29 في الاستطلاع الماضي. وحاز نتانياهو إعجاب 50 في المئة من الإسرائيليين بأدائه في مقابل عدم رضى 40 في المئة. أما ليبرمان فحصل على رضى 40 في المئة فقط من الإسرائيليين في مقابل 50 في المئة أعربوا عن عدم رضاهم. ورفضت غالبية الإسرائيليين توصيف الصحف العبرية بسلوك نتانياهو في فرض لقاء مع الرئيس باراك اوباما ب"المهين"واعتبره 42 في المئة معقولاً، و12 في المئة قالوا إنه"سلوك محترم جداً، في مقابل 25 في المئة قالوا إنه سلوك مهين. وقال 50 في المئة إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن هو المتهم بعدم استئناف المفاوضات مع إسرائيل في مقابل 15 في المئة اتهموا نتانياهو و27 في المئة اتهموا الرجلين معاً. نشر في العدد: 17025 ت.م: 14-11-2009 ص: 16 ط: الرياض