تزامن انعقاد الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي في البحرين مع الاحتفال بالعيد الثاني للمرأة البحرينية، ووجدت نفسي بين 150 من أبرز الإعلاميين العرب أتابع هموم المهنة واهتماماتها، ثم أنتقل الى متابعة النشاط الآخر من منطلق انتصاري الشخصي لحقوق المرأة العربية في كل بلد. المؤتمر الإعلامي كان برعاية الأمير خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء، واستضافته وزارة الثقافة والإعلام، ورأيت الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، تنشط بين الجلسات، ومقابلات الصحف والتلفزيون، مع الاهتمام بضيوف بلدها وكأنها"أم العروس"، ثم تطالب برفع سقف الحرية للصحافيين وكأنها منهم، لا من الفريق الرسمي. في الوقت نفسه كانت الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، قرينة الملك حمد بن عيسى، ترعى عيد المرأة البحرينية، وشعاره هذه السنة"الأمن الصحي". وهي كرمت 39 امرأة من البحرينيات المميزات في حقول عملهن، وتزامن عيد المرأة مع الاحتفال بعشر سنوات من تولي الملك حمد الحكم. الشيخة سبيكة قالت عبارة تستحق أن تُسجّل وتحفظ هي أن المرأة طرف أساسي لا يستوي ميزان البناء إلا به، ولعلها كذلك في البحرين وبلدان عربية عدة، إلا أنها تظل منقوصة الحقوق، وأحياناً مضطهدة، في بلدان أخرى. في البحرين المرأة تمثل 60 في المئة من وزارة الصحة و 57 في المئة من وزارة التربية. وتابعت تكريم وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، الديبلوماسيات العاملات في الوزارة ونساء الديبلوماسيين، وتكريم وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة مريم البلوشي 50 قيادية وموظفة متميزة، كما فعلت وزارتا الصحة والتربية ومجلس الشورى. وأرسل ولي العهد، الأمير سلمان بن حمد، رسالة الى الأميرة سبيكة، والدته، تهنئ المرأة البحرينية على إنجازاتها وتتوقع لها المزيد. ملتقى قادة الإعلام لم يشغل الشيخة مي عن تكريم 15 امرأة من المميزات في مجالات الثقافة والإعلام والتثقيف الصحي. وهي أعلنت جائزة البحرين لحرية الصحافة التي ستمنح سنوياً لأفراد أو مؤسسات بهدف دعم حرية الصحافة. وقال رئيس الملتقى العربي الأول لقادة الإعلام ماضي الخميس إن تفاصيل الجائزة ستعلن في الشهر المقبل، وإن الاجتماع التالي للملتقى سيكون في مكتبة الإسكندرية. رئيس الوزراء طالب الإعلام العربي بدعم الوحدة ونبذ أسباب التفرقة، كما حث على تضافر الجهود للرد على وصْمِ الثقافة العربية والإسلامية بالإرهاب. وناقش المشاركون كلمة رئيس الوزراء، وكان محور الجلسات الإعلام والمتغيرات الدولية، وتأثير رأس المال في صناعة الإعلام، ومستقبل الإعلام العربي... أزماتٍ وعوائق. إذا كان لي أن أدلي بدلوي بين الدلاء، وأنا صحافي منذ أيام الجامعة، أقول إن الصحافة العربية تعاني منذ عملت فيها وحتى اليوم، وربما الى قيام الساعة، من مشكلتين، نقص الدخول ونقص الحريات. الإعلام العربي كله أقل دخلاً من صحيفة كبرى في الغرب، وكلامي مدعوم بأرقام وليس على سبيل المبالغة الصحافية. وسقف الحرية للصحافة العربية ارتفع بما لا يجوز إنكاره في السنوات الأخيرة، والفضل في ذلك للفضائيات التي أفلتت من الرقيب. غير أن سقف الحرية لا يزال منخفضاً بالمقارنة مع المتوافر للإعلام في الشرق والغرب. وفي حين أن بعض الدول العربية أفضل من بعض، فقد رأينا في البلدان العربية التي تتمتع بمساحة من الحرية فلتاناً صحافياً ولا مسؤولية ومبالغة وتلفيقاً يمكن ضبطها كلها بقانون صحافة عادل يعمل به قضاء مستقل، لنحقق فعلاً حرية صحافة وحرية من الصحافة. أكتب عن الصحافة، ولا أعرف عملاً غيرها، ثم لا أنصح أحداً بممارستها، فإذا كانت"نيويورك تايمز"على شفا الإفلاس، فأي أمل للصحافة العربية؟ الجواب أننا في الصحافة العربية على طريق صحافتهم، ولكن بعد خمس سنوات أو عشر هي المدة الزمنية لتخلفنا عن الركب. لذلك على طالب الصحافة العربي أن يركز على الصحافة الجديدة، ويحاول فهم التكنولوجيا المتغيرة، وينسى الصحافة الورقية. أخيراً، الجلسات الخاصة بين الجلسات العامة توفر فرصة لقاء مسؤولين كبار وخبراء وأصدقاء. ووجدت فرصة للحديث مع الشيخ خليفة بن سلمان، ومع الشيخ خالد بن أحمد، الذي لعب دوراً بارزاً في الإفراج عن البحارة البريطانيين الذين احتجزوا في ايران، وبقي ينكر دوره حتى نجحت الوساطة. أيضاً، سعدت بلقاء الصديق محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب السابق ورئيس مهرجان أصيلة، وكذلك بالاجتماع للمرة الأولى مع وزير الإعلام الجزائري الأخ عزالدين ميهوبي، وهو إعلامي بارز وكاتب ومؤلف قبل أن يصبح وزيراً، وتحدثنا عن"ماتش الكورة"إياه، وكان في منتهى الموضوعية... والإحراج مما حدث بين البلدين الكبيرين الشقيقين. وستكون لي عودة الى موضوع الإعلام مع الملتقى المقبل. نشر في العدد: 17049 ت.م: 08-12-2009 ص: الأخيرة ط: الرياض