نفى مسؤولون في حركة"حماس"أنباء افادت بأن الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت نقل الى القاهرة برفقة قائد الجناح العسكري لحركة"حماس"احمد الجعبري والقيادي في الحركة في غزة محمود الزهار، مؤكدين ان المفاوضات في شأنه ما زالت مستمرة، وأنها تواجه ثلاث عقبات. في الوقت نفسه، شنت"كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة"فتح"، هجوماً لاذعاً على"حماس"على خلفية مفاوضات الأسرى، ووصفت شاليت بأنه"الأسير الأغلى في العالم"، وشروط الحركة لمبادلته بأنها"غير منطقية". وقال مسؤول رفيع في"حماس"ل"الحياة"ان"المفاوضات في شأن صفقة شاليت تواجه ثلاث عقبات هي اعتراض اسرائيل على 50 اسيراً من قائمة ال 450 التي قدمتها الحركة، وإصرارها على إبعاد 130 اسيراً من ال 400 الذين وافقت على اطلاقهم، ورفضها ان تشمل الصفقة أياً من اسرى الداخل فلسطينيو ال 48". وأضاف ان الوسيط الالماني ما زال يتنقل بين غزة والجانب الاسرائيلي بصورة يومية حاملاً معه اقتراحات متنوعة للتغلب على هذه العقبات. وأوضح ان من بين الافكار المطروحة إبعاد عدد من الاسرى ال 50 الى الخارج، وإبعاد عدد آخر الى قطاع غزة، وإبقاء البعض الآخر في الأسر. وقال ان المفاوضات مستمرة، وانها تتقدم لكن لا احد يستطيع التنبؤ بالنتائج. وتطالب"حماس"بإطلاق 22 أسيراً من اسرى الداخل المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو. وذكر ان الدور المصري في المفاوضات بات"راعياً"، وأن المفاوضات في هذه المرحلة تنحصر بين اسرائيل والحركة عبر الوسيط الالماني. الى ذلك، نفى الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية في غزة"أبو مجاهد"صحة الأنباء التي تحدثت عن وصول صفقة تبادل الأسرى إلى نهايتها. وقال في بيان إن"الاحتلال يحاول أن يستدرج المقاومة من خلال فرقعات إعلامية للضغط عليها لمعرفة موقفها وللإدلاء بتفاصيل المفاوضات التي ما زالت تدور رحاها بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية عبر الوسيط الألماني". وأضاف:"الكرة لا تزال في الملعب الاسرائيلي، وفي إمكان الاحتلال أن ينهي الصفقة كاملة بالموافقة على مطالب الفصائل الآسرة وإطلاق الأسرى الذين تطالب المقاومة بإطلاقهم". كما نفى"ابو مجاهد"نقل شاليت الى القاهرة، وقال:"لم نتفق بعد على الصفقة حتى نبدأ بآليات التنفيذ"، واصفاً المفاوضات في شأن شاليت ب"الشاقة والصعبة". ومع اقتراب المفاوضات على صفقة الاسرى من نهايتها، أصدرت"كتائب الأقصى"بياناً غاضباً في غزة أمس انتقدت فيه بشدة موقف"حماس"، وجاء فيه:"في وقت ترحب كتائب الأقصى بإطلاق أي أسير فلسطيني مناضل، وفي وقت سعت فتح والسلطة دائماً للإفراج عن الأسرى من دون دفع أثمان باهظة من طريق المفاوضات، فإننا نستغرب من هذه الضجة الإعلامية التي تثيرها وسائل الإعلام عما يسمى صفقة شاليت". وبدت الكتائب"مستفزة"من النجاح الذي قد تحققه الصفقة لحركة"حماس"، ما سيرفع شعبيتها في شكل غير مسبوق، في ظل تراجع شعبية حركة"فتح"وعدم تحقيقها أي انجازات تُذكر في المفاوضات المستعصية مع اسرائيل بسبب تعنت الحكومة الاسرائيلية بدعم من الادارة الأميركية التي راهن الرئيس محمود عباس على مواقفها قبل أن تعلن انحيازها الى جانب الدولة العبرية. وأضافت"كتائب الاقصى"أن"هذه الصفقة تأتي بعدما دفع الشعب الفلسطيني أثماناً باهظة من أبنائه ومن بنيته التحتية الاقتصادية والاجتماعية التي دُمرت، اذ تراجعت غزة عشرات السنين إلى الوراء بسبب شاليت وبسبب سياسة"حماس"العنيدة التي لم تكترث لكل هذه الأثمان وتصر على شروط غير منطقية في كثير من الأحيان، وكأنها تتعاطى السياسة للمرة الأولى في حياتها، وتسعى إلى تكريس إمارتها الظلامية وإلى فرض نفسها كبديل سياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". ورأت أن"منظمة التحرير هي صاحبة الفضل الأول في الإفراج عن الأسرى، اذ حررت الآلاف من أسرانا البواسل الذين ينعمون الآن بالحرية بين أهلهم ويواصلون دورهم النضالي والبنّاء مع شعبهم". واعتبرت أن"ليس ل"حماس"أي فضل على أسرى فتح أو منظمة التحرير في هذه الصفقة، ولن تمنح هذه الصفقة"حماس"صفة الشرعية أو الشراكة السياسية طالما تواصل انقلابها الأسود وتعمل من أجل مصلحتها الحزبية". واستنكرت"هذا الموقف المتناقض الذي تتخذه"حماس"، اذ تعقد صفقة لتبادل الأسرى وتهاجم السلطة وفتح حينما تجري مفاوضات سياسية مع إسرائيل". وعبرت عن"حزنها البالغ على كل طفل سقط في المعارك الفاشلة التي خاضتها"حماس"في سبيل تنفيذ هذه الصفقة المتعثرة الخاسرة التي كان في الإمكان تنفيذها من طريق التفاوض مع إسرائيل كما حدث سابقاً". ودعت الولاياتالمتحدة الى"الضغط على إسرائيل من أجل اطلاق الأسرى حتى لا تصبح الوسيلة الوحيدة للإفراج عن الأسرى هي التبادل كما يحدث اليوم مع"حماس"، ونؤكد أن مثل هذا الأسلوب يقوّض الشرعية الفلسطينية ويعزز مكانة"حماس"وانقلابها". "فتح"تدعم صفقة التبادل من جانبه، أكَّد مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية في"فتح"صائب عريقات دعم السلطة والمنظمة لصفقة تبادل الأسرى التي تُجرى بين إسرائيل وحركة"حماس"بوساطة ألمانية ورعاية مصرية. وقال عريقات ل"الحياة":"نؤيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، ونحن مع إنجاز صفقة تبادل الأسرى وبقائهم في أرض الوطن لأننا نرفض على الإطلاق مبدأ الإبعاد". ولفت إلى أن السلطة طالبت الإسرائيليين مرات بضرورة إطلاق كل من القيادي في فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات"، مضيفاً:"يجب إطلاق البرغوثي"الذي وصفه ب"المناضل، وقائد له مكانته"، وقال:"يجب الإفراج عن البرغوثي ليعود إلى بيته وليتبوأ موقعه في الحركة". وعن توقعات بعض المحللين السياسيين عن ان إنجاز صفقة تبادل الأسرى سيكون لها تأثيرها السلبي على السلطة الفلسطينية وستعزز من موقف"حماس"، أجاب:"العكس تماماً، نحن نؤيد إنجاز الصفقة من دون الالتفات لأية مكاسب، فهذه قضية وطنية يجب فصلها عن أية تجاذبات داخلية أو سياسية". وعما تردد من أن الأميركيين نصحوا الإسرائيليين بعدم الاستجابة لمطالب"حماس"في الصفقة لأنها ستضعف مكانة الرئيس محمود عباس أبو مازن، أجاب:"لا أدري وليس لدي علم بذلك". ليبرمان يرفض إطلاق البرغوثي إلى ذلك، ا ف ب، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشدة ان يكون، القائد في حركة"فتح"النائب الأسير مروان البرغوثي جزءاً من عملية تبادل الأسرى. وقال ليبرمان في مقابلة مع"اذاعة 103"نقلها التلفزيون الرسمي:"يمكنني ان اضمن ان البرغوثي لن يتم الإفراج عنه". وحذر قائلاً:"لا ننوي أبداً الإفراج عنه لأنه ليس قاتلاً وحسب، وإنما هو زعيم عصابة من القتلة". نشر في العدد: 17045 ت.م: 2009-12-04 ص: 9 ط: الرياض