قال الرئيس باراك أوباما إنه في صدد إعلان استراتيجية جديدة لأفغانستان، ربما الثلثاء المقبل، وأن خطته ستستهدف"إنجاز المهمة"هناك بعد 8 سنوات من الحرب. وأكد الرئيس الأميركي أمس، في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء الهند مانموهان سنيغ بعد لقائهما في البيت الأبيض، أنه سيعلن عن استراتيجيته للحرب في أفغانستان"في وقت قصير"وأنه يعتزم"توفير الموارد والاستراتيجية"للحرب، وبهدف"تفكيك الشبكات المتطرفة"هناك و"انجاز المهمة." وذكر أن المراجعة التي شملت تسع اجتماعات منذ أيلول سبتمبر الماضي مع أركان القيادة السياسية والعسكرية،"كانت شاملة ومفيدة جدا وتضمنت الشقين العسكري والمدني". مشددا على أنه" من مصلحتنا الاستراتيجية ولحماية الأمن القومي علينا أن نشل تحرك تنظيم القاعدة في تلك المنطقة وأن نفكك شبكاته وقال أوباما أنه سيعلن عن الاستراتجية بعد عطلة عيد الشكر التي تبدأ غدا، وأنه"عندما يسمع الأميركيون استراتيجية عقلانية، سيدعمونها"، معتبرا ان النجاح في أفغانستان"مهم ليس فقط للولايات المتحدة بل للعالم... سنقوم بجهد دولي وسأتطرق لالتزامات شركائنا"وأضاف الى أن على القوات الأفغانية"أن تتدرب لتولي مسؤولياتها الأمنية." ويتوقع أن يعلن أوباما عن الاستراتيجية الجديدة والتي سستشمل زيادة عسكرية الثلثاء المقبل. وفيما توقعت الإذاعة الأميركية العامة أن بي آر، نقلا عن مصادر لم تسمها، ان يرسل أوباما"تعزيزات كبيرة"، أكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الاجتماع التاسع ضمن السلسلة التي بدأت بعد تقديم قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال تقريراً في آب أغسطس الماضي طالب فيه بإرسال حوالى 40 ألف جندي أميركي،"لم يناقش فقط نسبة الزيادة المطلوبة لتحسين الوضع الميداني، بل أيضاً استراتيجية للخروج، وأسئلة محددة حول الحرب أراد الرئيس إجابات عنها". ويدرس البيت الأبيض ضمن الخيارات المطروحة، إمكان وضع جدول زمني للانسحاب، على رغم تحذير مسؤولين من أخطار هذه الخطوة واحتمال تفسيرها في هذه المرحلة باعتبارها هزيمة معنوية للأميركيين. وانتقد السناتور الجمهوري جون ماكين أخيراً هذا الخيار، وربط وضع جدول زمني للانسحاب بأولوية"تغيير المعادلة الحالية في الحرب، واستعادة زمام المبادرة العسكرية والسياسية فيها، وتوجيه ضربات موجعة الى طالبان". وفي مواجهة انتقادات ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق، واعتباره أن تردد أوباما يرسل الإشارة الخاطئة الى حلفاء واشنطن في المنطقة، أكد غيبس أن استكمال الاستشارات"جزء من عملية الاختيار الصائب، خصوصاً أن الرئيس يدرك أهمية القرار وحساسيته"، علماً أن خبراء استعجلوا حسم إدارة أوباما قرارها، بعدما أثّر عامل الوقت على الدعم الشعبي الذي تحظى به الحرب في الولاياتالمتحدة. وكشفت استطلاعات أخيرة معارضة 54 في المئة من الأميركيين إرسال تعزيزات إضافية، في وقت تجاوز عدد قتلى الجنود الأميركيين ال800. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"بأن الاجتماع ناقش ثلاثة خيارات تمحورت كلها حول زيادة القوات، ولكن بنسب مختلفة، أولها خيار الجنرال ماكريستال إرسال 40 ألف جندي إضافي، والثاني المدعوم من نائب الرئيس جوزف بايدن الذي يقترح زيادة لا تتجاوز 15 ألف جندي. أما الخيار الثالث فيمثل"حلاً وسطاً"يقضي بتعزيز القوات ب30 ألف جندي إضافي، ويؤيده كل من وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس هيئة الأركان مايكل مولن. ويرى خبراء ان زيادة 30 ألف جندي تمنح القيادة العسكرية مرونة اكبر على صعيد نشر 15 ألف جندي في جنوبأفغانستان ومثلهم في الحدود الشرقية مع باكستان، وتكليف 10 آلاف مهمة تدريب القوات الأفغانية. أما حصر الزيادة ب 15 ألف جندي فيعني الاكتفاء بمهمات تدريب في مقابل المجازفة بتكبد خسائر بشرية كبيرة، وتنامي نفوذ"طالبان"في أفغانستانوباكستان معاً، لكن هذا الخيار يخفف أيضاً العبء السياسي للحرب عن كاهل الإدارة في الداخل. وفي حال اعتماد"الحل الوسط"، سيتولى 5 آلاف جندي تدريب عناصر الأمن الأفغان، وينضم الباقون 25 ألفاً الى قوات التحالف.