غادر الرئيس الاميركي باراك أوباما واشنطن أمس، متوجهاً الى طوكيو في مستهل جولة آسيوية محملاً بأجندة تتضمن قضايا مهمة للاقتصاد الأميركي مثل توفير فرص عمل ومعالجة العجز التجاري الكبير مع الصين. ومن القضايا المهمة الأخرى التي تتناولها محادثات أوباما مع الرئيس الصيني هو جينتاو وغيره من المسؤولين، تغير المناخ والنزاع النووي مع كوريا الشمالية وإيران ومراجعة استراتيجية البيت الأبيض في أفغانستان. وجولة أوباما الآسيوية هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني يناير الماضي. وقبل بدء جولته، وصف أوباما الصين بأنها"شريك حيوي ومنافس أيضاً". لكنه حذر من"توترات كبيرة"في العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة ما لم يتم تصحيح اختلال التوازن الاقتصادي. ويتمثل هذا الاختلال في الإفراط في الاستهلاك والاقتراض من جانب الولاياتالمتحدة على نحو تيسره استراتيجية الصين القائمة على التصدير وشراء الدين الأميركي. ويعتبر كثيرون ان الاختلال كان سبباً رئيسياً في انتعاش الاقتصاد العالمي ثم الانتكاسة التي أصيب بها بعد ذلك. ويستهل أوباما جولته التي تستمر تسعة أيام، في اليابان كما تشمل زيارة لسنغافورة للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي أبك ثم يزور شنغهايوبكين وبعدها سيول عاصمة كوريا الجنوبية. وقال أوباما إنه سيتحدث مع الصينيين حول إعادة تقييم عملتهم اليوان وكذلك تشجيع المستهلكين الصينيين على إنفاق المزيد من الأموال وفتح الأسواق الصينية بشكل أكبر أمام البضائع الأميركية. ومن الرسائل المهمة التي يحملها أوباما معه في الجولة، وعد بإعطاء أولوية كبيرة لتواصل الولاياتالمتحدة مع منطقة آسيا والمحيط الهادي الحيوية وهي منطقة تربطه بها صلات شخصية لأنه تربى في هاواي وإندونيسيا. وقال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية ان أوباما هو"أول رئيس أميركي يملك توجهاً حقيقياً نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، اذ يفهم أن مستقبل رخائنا وأمننا مرتبط كثيراً بهذا الجزء من العالم"، مشيراً الى ان"بناء علاقة عمل فعالة مع بكين مهم لأي جهود تهدف إلى تعزيز تواصل الولاياتالمتحدة مع آسيا". وأعرب ديفيد روثكوبف وهو مستشار في مجال الأعمال ومسؤول أميركي سابق عن اعتقاده أن"هذه الإدارة تختلف بالتأكيد عن سابقاتها في اعترافها الواضح بصعود الصين وصعود آسيا". وللتأكيد على أهمية زيارة أوباما التي تستمر ثلاثة أيام للصين، تشمل الزيارة عشاء رسمياً وسلسلة من الاجتماعات مع هو جينتاو ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو وحواراً مع شبان صينيين في شنغهاي. وفي طوكيو، توقع رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما أن يكون لقاؤه بالرئيس الأميركي باراك أوباما جيداً، خصوصاً ان طوكيو اختيرت لتكون المحطة الأولى في الجولة. ونقلت وكالة أنباء"كيودو"اليابانية عن هاتوياما قوله للصحافيين:"أظن ان الاجتماع سيكون جيداً فأوباما شعر بقوة انه لا بد من اختيار اليابان ليكون البلد الأول الذي يزوره خلال جولته في آسيا". وسبق ان اجتمع اوباما وهاتوياما في نيويورك في أيلول سبتمبر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوقعت"كيودو"أن يؤكد أوباما وهاتوياما خلال لقائهما تعزيز التحالف الثنائي بين البلدين، على أن تكون إعادة إعمار أفغانستان النقطة الأولى على جدول محادثاتهما. كما توقعت ألا يكون للنقاش بشأن إعادة تموضع القوات الأميركية على الأراضي اليابانية أولية في المحادثات اليوم، معتبرة ان أوباما قد يمتنع عن الحديث عن إعادة تموضع قاعدة فوتوما الجوية بما ان طوكيو ما زالت تبحث الأمر. وأشارت"كيودو"إلى ان هاتوياما، الذي يفضل ديبلوماسية أكثر استقلالية عن الولاياتالمتحدة، يسعى الى إقامة تحالف"متعدد الأوجه"مع واشنطن يعمل من خلاله البلدان عن كثب ليس في مجال الأمن العسكري فحسب بل أيضاً في التعاطي مع الاحتباس الحراري وغيره من الأمور. أما بشأن نزع الأسلحة النووية والحد من انتشارها، فنقلت"كيودو"عن مصادر حكومية أن هاتوياما سيعبر عن دعمه لأوباما وسيظهر له مدى الأهمية التي تعيرها اليابان للتعاون مع أميركا وكوريا الجنوبية في مسألة كوريا الشمالية. وأشارت المصادر إلى ان المتوقع أن يتفق أوباما وهاتوياما على ضرورة استئناف المحادثات السداسية حول تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي. واستباقاً لزيارة أوباما بكين، دعت منظمة"هيومن رايتس ووتش"الصين الى إغلاق"سجونها السرية"وانتقدت انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية في تلك الأماكن حيث"قد يعتقل المواطنون لأشهر عدة دون أي إجراء قضائي". وأعلنت صوفي ريتشاردسون المسؤولة في المنظمة غير الحكومية ان"وجود تلك السجون السرية في قلب بكين يطعن في مصداقية تصريحات الحكومة الصينية حول تحسين حقوق الانسان واحترام القوانين". وأضافت ان"على الحكومة الصينية ان تتحرك بسرعة لإغلاق تلك الأماكن والتحقيق مع من يديرها وتقديم المساعدة لمن راح ضحيتها". وأوضحت"هيومن رايتس ووتش"في تقرير نشر امس، ان أماكن الاعتقال التي تنفي السلطات وجودها، توجد في فنادق تشرف عليها الدولة ومستشفيات ومراكز علاج نفسي. نشر في العدد: 17024 ت.م: 13-11-2009 ص: 15 ط: الرياض