تكشف الزيارة الأولى إلى الصين المحطة الأهم في جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآسيوية، الترابط المتنامي بين القوتين العظميين في القرن ال 21 مع رغبة واشنطن في تقديم نفسها كشريك وليس كمنافس. ويصل الرئيس الأمريكي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الصيني، اليوم إلى شنغهاي ثم ينتقل الاثنين إلى بكين المحطة الأطول في جولته بعد اليابانوسنغافورة قبل توجهه إلى كوريا الجنوبية. وسيفتتح أوباما سلسلة لقاءاته مع المسؤولين الصينيين بلقاء الرجل الأول في النظام هو جينتاو رئيس البلاد والأمين العام للحزب الشيوعي. وفي مدينة شنغهاي، التي تستضيف المعرض الدولي العام المقبل، سيلتقي أوباما طلابا يمثلون صين المستقبل. وفي بكين، سيقوم أوباما خارج برنامجه السياسي، بزيارة الجدار الكبير والمدينة المحرمة اللذين يعتبران رمز الصين. وعلى الصعيد الشخصي، سيلتقي أوباما مع أخيه غير الشقيق الذي يعيش منذ سبع سنوات في جنوب البلاد. وبحثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيرها الصيني يانغ جيشي التغيرات المناخية، وملفي إيران وكوريا الشمالية السبت على هامش المنتدى الاقتصادي لرابطة دول آسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة، على ما أفاد مسؤولون صينيون. وأكد أوباما السبت في طوكيو «أن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى احتواء الصين وأن أية علاقة معمقة مع الصين لا تعني إضعافا لتحالفاتنا الثنائية»، مضيفا «على العكس، فإن بروز صين قوية ومزدهرة يمكن أن تكون قوة لمجموعة الدول. وعموما، فإن التعاون هو سيد الموقف وكذلك مقولة إن واشنطن تريد أن تكون شريكا وليس مزاحما لبكين. وكان الرئيس الأمريكي أكد في يوليو (تموز) أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين ستحدد طابع القرن ال 21، ما سيضعها بين أهم العلاقات الثنائية في العالم. وفي هذه الفترة من الأزمة الاقتصادية والانتعاش الهش لدى القوتين العظميين مصلحة مشتركة في تغيير نموذج لم يعد قابلا للاستمرار وتسبب بكثير من انعدام التوازن بين صين منتجة وأمريكا مستهلكة. وقبل أقل من شهر من مؤتمر كوبنهاغن حول التغير المناخي، يأمل خبراء البيئة -من جهتهم- أن يتوصل أكبر دولتين مسببتين لتلوث الكوكب إلى اتفاق ثنائي لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، مما من شأنه أن يحرك المفاوضات. لكن المراقبين لا يتوقعون أي إعلان مهم بهذأ الشأن. أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن الولاياتالمتحدة تحتاج لمساعدة بكين من أجل ممارسة ضغوط على إيران وكوريا الشمالية في مجال إزالة الأسلحة النووية. وفي هذا الإطار، يخشى كثيرون من أن تضحي إدارة أوباما بحقوق الإنسان من أجل إقامة علاقات جيدة مع بكين. والسبت، رد أوباما من اليابان أنه لن يتجنب هذه المسألة لكنه سيتناولها دون «ضغينة».