لم يحضر ممثل حزب الكتائب في الحكومة اللبنانية الجديدة سليم الصايغ الجلسة الأولى لمجلس الوزراء على رغم مساعي رئيس الحكومة سعد الحريري التي تُوِّجت بزيارة لبيت الكتائب المركزي وهو في طريقه الى القصر الجمهوري في بعبدا فيما كان المكتب السياسي الكتائبي المصغر منعقداً في جلسة استثنائية برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل للبحث في الموقف من إسناد حقيبة الشؤون الاجتماعية الى الوزير الصايغ خلافاً لرغبة الحزب أن تكون حقيبة التربية من حصته. وقرر المكتب السياسي المصغر دعوة المكتب السياسي الموسع الى جلسة تعقد في الخامسة بعد ظهر اليوم للبحث في التطورات من جوانبها كافة وإعلان الموقف الكتائبي النهائي. وكان الجميل أطلع المكتب السياسي المصغر على أجواء اجتماعه مع الحريري في حضور مستشاره هاني حمود والنائب عقاب صقر مؤكداً أن الاتصالات ما زالت مفتوحة وأن الحزب أمام خيارات عدة يفترض أن تتبلور للإعلان عن واحد منها في الجلسة الموسعة للمكتب السياسي. وفي هذا السياق علمت"الحياة"أن المكتب السياسي للكتائب ناقش خيارات أبرزها: - استقالة صايغ من الحكومة ومقاطعة جلسات مجلس الوزراء، خصوصاً أن الموقف من إسناد حقيبة التربية الى الكتائب اتخذ منحى خطيراً بالمعنى السياسي للكلمة متجاوزاً الأشخاص الى المؤسسة الكتائبية. - الاكتفاء بتسجيل موقف اعتراضي لا يمنع المشاركة في الحكومة، خصوصاً في ضوء الاتصال الذي تلقاه الجميل من رئيس الجمهورية وأجواء لقاء رئيس الحزب والرئيس الحريري مع أن الأخير لم يحمل معه أي اقتراح سوى أنه تمنى أن يصطحب معه صايغ الى جلسة مجلس الوزراء. - الانسحاب تنظيمياً من قوى 14 آذار من دون أن تعني هذه الخطوة ان الحزب يبحث عن خيار سياسي آخر باعتبار أن الخروج منها تنظيمياً لا يتعارض والتوجهات السياسية الرئيسة للحزب. - الإعداد لاتخاذ موقف وسطي على غرار ما بادر إليه رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط بعد خطابه الشهير في 2 آب أغسطس الماضي. الى ذلك كشفت مصادر كتائبية أن الحريري شرح للجميل الأسباب التي دفعته الى تشكيل الحكومة على هذا النحو وتمنَّى عليه التعاون مؤكداً أن كل وزير مهما كانت حقيبته يبقى دوره فاعلاً في مجلس الوزراء. وكان صايغ شدَّد في تصريح له على أن الكتائب لا يمكنها أن تكون عائقاً أمام سير المؤسسات، لافتاً في المقابل الى أنها غير راضية عن الطريقة التي تم بها تشكيل الحكومة والأداء مع الحزب، جازماً بأن الكتائب لا يمكنها إلا أن تأخذ برأي الشعب معتبراً أن الكتائب أينما كانت سيكون لها الصوت الوازن والمرجح وليست تكملة عدد"وإذا بقينا في 14 آذار نكون أساسيين وإذا خرجنا نبقى أساسيين" وكان المكتب السياسي الكتائبي عقد اجتماعاً مصغراً برئاسة الجميل. واستمر الاجتماع قرابة ساعتين. وبعد أقل من نصف ساعة، عقد اجتماع ثان للمكتب السياسي، استمر حتى الثانية والثلث الى حين وصول الحريري الى البيت المركزي، حيث عقد اجتماعاً مع الجميل. وبعد خمس دقائق غادر الحريري البيت المركزي متوجهاً الى القصر الجمهوري في بعبدا. بعد ذلك، عقد اجتماع ضم الجميل والوزير الصايغ والنائبين صقر وسامي الجميل. وفي الثالثة إلا ربعاً، غادر صقر وعاد المكتب السياسي الى الانعقاد مجدداً. وكان مستشار رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أعلن في مؤتمر صحافي:"إننا نستشعر غضب الرأي العام الذي يجب ان يدرك ان حزب الكتائب حاضر لاتخاذ كل القرارات والانفتاح على كل الحوارات واتخاذ الموقف الوطني الذي تمليه مصلحة الشعب اللبناني. هناك اتصالات كثيفة على مستوى عال تجرى مع الرئيس الجميل، وكل الخيارات والاحتمالات واردة".