دعا الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان الحكومة إلى «تكثيف جهودها من أجل الانتهاء من ملف النفايات»، واصفاً إياه ب «اللوثة البيئية». وسأل: «أين أصبحت خطة إزالة النفايات من الطرق ومن بين المنازل، قبل أن تتسبب بالمزيد من الأضرار البيئية والصحية بسبب هطول الأمطار الغزيرة؟». وطالب جميع القوى بالمساهمة في إخراج لبنان من هذا «المستنقع القذر». وشدد سليمان خلال استقباله الوزيرين بطرس حرب وعبدالمطلب حناوي ووفداً كتائبياً ضم الوزيرين سجعان قزي وآلان حكيم والنائب ايلي ماروني وميشال خوري، على ضرورة إيلاء الشأن المطلبي الاهتمام الخاص، «إذ لا يجوز ترك المطالب المعيشية الملحة رهينة للصراعات السياسية أو التجاذبات الاقليمية». وتمنى على القوى السياسية والجهات الإعلامية ونشطاء التواصل الاجتماعي، «الحذر الشديد لدى تناول قضية العسكريين والانتباه إلى كثرة الإشاعات التي لا تخدم هذه القضية الوطنية»، مؤكداً ثقته «التامة بمن يدير هذا الملف الحساس بعناية». وقال حرب بعد اللقاء: «في زمن التطورات والمفاجآت والأطروحات، من الطبيعي أن نتشاور، تطرقنا إلى الظروف التي يمر بها البلد والأطروحات المقدمة للشعب اللبناني، وفي الموقف الذي يجب اتخاذه للحفاظ على المصلحة الوطنية من جهة ولمنع انهيار الدولة من جهة ثانية، وللحفاظ على المبادئ التي تقوم عليها الدول بحيث لا تحصل صفقات سياسية على حساب المبادئ الوطنية الأساسية التي ناضلنا من أجلها. كانت وجهات النظر متفقة». وعن التسويات في موضوع رئاسة الجمهورية أجاب: «الموضوع الذي يطرح على الصعيد السياسي ما هو إلا بسبب الفراغ والتعطيل الذي يمارسه بعض الأفرقاء السياسيين لتعطيل العمل السياسي ولتعطيل الدولة في لبنان كوسيلة للضغط على القوى السياسية للقبول بأي حل، وهذا بالطبع مرفوض، اما المطروح فهو النظر في كيفية الخروج من الفراغ لئلا تقع البلاد في حال خطر كبير قد تؤدي إلى انهيار الدولة اللبنانية. ونحاول التوفيق بين الناحية العملية وبين المبادئ الأساسية التي عملنا عليها وناضلنا من أجلها وضحينا برفاق لنا واستشهد بعضنا من أجلها، على أمل أن نقدر على التوفيق بين الأمرين». أما قزي فقال: «موضوع رئاسة الجمهورية في طليعة الاهتمامات المستجدة. نحن كحزب كتائب والرئيس سليمان على تنسيق يومي في القضايا السياسية، فكيف بالنسبة إلى قضية وطنية مصيرية هي الرئاسة، ولدينا المواقف والقناعات نفسها». وأضاف: «نحن ضد إجراء فحص دم لكل ماروني يترشح لرئاسة الجمهورية، فكيف الحال اذا كان المرشح الحالي المتقدم هو سليمان فرنجية الذي هو أحد الأقطاب الأربعة الذين جلسوا في بكركي، ونحن لا نضع شروطاً، انما من واجب أي مرشح للرئاسة ان يعلن ما هي خياراته ومواقفه وقناعاته للرأي العام اللبناني؟ ما هو موقفه من إعلان بعبدا ومن الحياد اللبناني ومن وضع حزب الله ومن السلاح غير الشرعي ومن الحرب الدائرة في سورية من انتهاك الحدود ومن الخط الأزرق وقضايا أخرى؟ هذه خيارات نحن نتمسك بمعرفة ما هي مواقف أي مرشح منها لنبني على خياراته موقفنا، وموقف حزب الكتائب في كل الأحوال هو مستقل لا يتأثر بأي ايحاءات ولا بأي ضغوط، للصداقة مكان وللوطن مكان آخر». وقال: «نحن لا نقبل بتسويات سياسية بالنسبة إلى الرئاسة، لدينا مرشح أساسي في الكتائب هو الرئيس امين الجميل، من هنا تبدأ المفاوضات معنا». والتقى سليمان السفير الاميركي ريتشارد جونز وبحث معه في التطورات على صعيد لبنان والمنطقة. وكان جونز بحث مع رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في آخر التطورات والملفات المطروحة، في حضور نائب رئيس الحزب سليم الصايغ. وفي المواقف، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «الرئيس سعد الحريري يواصل اتصالاته مع الحلفاء والأفرقاء كافة داخلياً وخارجياً» مشيراً إلى أن «ترشيح النائب سليمان فرنجيه مرتبط بالوصول إلى صيغة أنه يشكل مرشحاً توافقياً على صعيد البلد». وتمنى «أن يكون هناك موقف واحد مشترك من ترشيح فرنجيه كذلك في قانون الانتخاب». واعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني أن «التسوية حول انتخاب رئيس غير ناضجة وبحاجة إلى كثير من التشاور والحوار، ولن تحسم هذا الأسبوع»، مشدداً على انه «كان على الرئيس الحريري التشاور مع حلفائه قبل اتخاذ خطوة طرح اسم النائب فرنجية للرئاسة، ولا يجوز أن تأتي هذه الخطوة على حساب الأصدقاء لأنها تكون بذلك عقد إذعان وإخضاع لمشيئة البعض ضد البعض الآخر». الجسر و«نهائية» التسوية مع الحلفاء الى ذلك، عقدت الجولة الحادية والعشرين للحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» مساء أمس في مقر الرئاسة الثانية برعاية رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، على وقع «لقاء باريس» الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر قبل الجلسة: «سنستكمل البحث في ما خلصت إليه الجولة السابقة»، ولم يستبعد التطرّق إلى ملف الرئاسة «في ضوء ما يروّج له عن تسوية». ولفت إلى أن «تفعيل الخطة الأمنية، خصوصاً في البقاع سيحضر على طاولة البحث، باعتبار أن كل ما له علاقة بالأمن من الركائز التي قام عليها الحوار»، وكشف أن «الزيارة التي يعتزم وفد من المستقبل وحزب الله القيام بها إلى اليرزة للقاء وزير الدفاع وقائد الجيش من أجل البحث في كيفية تفعيل الخطة الأمنية بقاعاً ستكون مدار بحث ونقاش في الجلسة». وتحدّث الجسر عن «جدّية» في شأن التسوية التي يتم الترويج لها، لكنها لن تصبح «نهائية» قبل ظهور نتائج الاتصالات مع حلفائنا»، وأشار إلى أن «بعض الحلفاء رحّب بالتسوية والبعض الآخر طرح علامات استفهام، لكن الاتصالات «الناشطة» معهم ستوضّح الأمور أكثر».