أُفيد أمس أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دعا قيادات الحكم الليبي في مدينة سبها 700 كلم جنوبطرابلس إلى منح ابنه سيف الإسلام منصباً في الدولة يساعده في تنفيذ"برنامجه الإصلاحي"المعروف باسم"ليبيا الغد". ويُعزز الموقف اللافت للقذافي وضع نجله في تركيبة الحكم حيث يتحفظ بعض المسؤولين عن سياسات ينتهجها سيف الإسلام، خصوصاً على صعيد الانفتاح الاقتصادي وقضية الحوار مع الإسلاميين. وكان القذافي الأب قال يوم الإثنين إنه سيلقي كلمة"سرية"مساء الثلثاء في اجتماع في سبها يُخصص للأوضاع الداخلية في ليبيا. ولم يكن واضحاً سبب إعلانه عن الكلمة المفترض أنها"سرية"، والتي قال إنها لن تُبث في وسائل الإعلام. لكن صحيفة"ليبيا اليوم"على شبكة الانترنت كتبت في خبر مصدره سبها إن القذافي عقد في وقت متقدم ليل الثلثاء اجتماعاً"مع قيادات محلية وثورية جاؤوا من كل ليبيا لحضور الجلسة الاحتفالية لمؤتمر الشعب العام". وأضافت أن"الاجتماع الذي دعا إليه القذافي مساء الاثنين وطلب أن يُعقد من دون حضور وسائل الإعلام طالباً من الحاضرين نقله إلى بقية الليبيين بطريقة"الحاضر يُعلم الغائب"، خُصص للشأن الداخلي. وبحسب إفادة من حضر هذا اللقاء، فإن القذافي أثنى على ما بذله نجله سيف الإسلام قائلاً: سيف الإسلام رجل مخلص ويحب ليبيا". ونقلت عن الزعيم الليبي"أن سيف الإسلام يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصباً في الدولة الليبية، وهو ما يُربك عمله لمصلحة ليبيا". وتابعت أن القذافي"طلب من أعضاء المؤتمرات الشعبية إيجاد صيغة تُمكّن سيف الإسلام من القيام بواجبه تجاه ليبيا. فأمانة اللجنة الشعبية العامة الحكومة مدتها أربع سنوات، وكذلك أمانة مؤتمر الشعب العام، وهي مناصب محدودة بزمن لا تمكّنه من تنفيذ برامجه لصالح ليبيا الغد" ولا يشغل سيف الإسلام منصباً رسمياً في ليبيا بعكس شقيقه المعتصم الذي يشغل منصب مسؤول الأمن القومي. وفي حين يُلاحظ أن المتعصم يقوم بدوره بعيداً عن أعين وسائل الإعلام إلا ما ندر مثل لقائه هذه السنة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، فإن نشاطات سيف الإسلام تحظى بتغطية واسعة نتيجة ارتباطه بجهود حل ملفات حساسة خاصة بعلاقات ليبيا الخارجية. ولعب سيف الإسلام، مثلاً، دوراً بارزاً في جهود عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي وساهم في تسوية قضية طائرة"بان أميركان"فوق لوكربي وقضية تفجير طائرة"يوتا"الفرنسية وتعويض ضحايا تفجير ملهى"لا بيل"في برلين وتسوية قضية الممرضات البلغاريات في قضية نشر فيروس الأيدز، كما ساهم في جهود إطلاق رهائن غربيين من خلال"مؤسسة القذافي الخيرية". وعاد سيف الإسلام إلى طرابلس في آب أغسطس الماضي على الطائرة ذاتها التي أقلت الليبي المدان في قضية لوكربي عبدالباسط المقرحي الذي أفرجت عنه اسكتلندا لأسباب صحية. وبدا القذافي الإبن وقتها وكأنه استطاع أن يُحقق هدفاً أساسياً سعى إليه والده الذي كان يُصر على عودة المقرحي من سجنه الاسكتلندي. لكن في حين لم يواجه سيف الإسلام مشاكل أساسية في جهوده لتسوية مشاكل ليبيا الخارجية، إلا أن دوره في داخل البلاد كان يصطدم مرة تلو المرة بعقبات شديدة، في ظل تحفظ أطراف قوية في تركيبة الحكم عن بعض سياساته"الانفتاحية"على المعارضة، خصوصاً ازاء قادة"الجماعة الإسلامية المقاتلة"المسجونين. نشر في العدد: 16988 ت.م: 2009-10-08 ص: الاولى ط: الرياض