اعتبر سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي امس أن طريقة عرض البرلمان في بلاده إصدار ميثاق تشريعي يمكنه من الإشراف على أجهزة الدولة «لا يتفق» مع قناعته ويخالف منهجه في إحداث التنمية وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان. ونقلت صحيفة «قورينا» عن مصدر، وصفته بال»موثوق» لم تحدده، فإن سيف الإسلام، الذي سبق لوالده وأن طلب من الليبيين الاستفادة منه في إدارة شؤون البلاد، أبدى امتعاضه كثيرا من هذا التوجه الذي عرضه البرلمان على المؤتمرات الشعبية لدراسته وإقراره. وكان الزعيم الليبي طالب في السابع من أكتوبر-تشرين الأول من العام الماضي في اجتماع كبير عقد في مدينة سبها، جنوب ليبيا، على هامش جلسة احتفالية لمؤتمر الشعب العام (البرلمان) بمنح نجله سيف الإسلام، الذي لا يشغل أي موقع رسمي في الدولة، صيغة تمكنه من القيام بواجبه تجاه بلاده، مشيرا إلى أن سيف الإسلام «رجل مخلص ويحب ليبيا» وبأنه «يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا». يشار إلى أن المذكرة التي عرضها البرلمان الليبي تدعو المواطنين إلى «إصدار ميثاق تشريعي أو قانون يمكن سيف الإسلام معمر القذافي من ممارسة عمله في الإشراف على كافة أجهزة الدولة». وقال المصدر المشار إليه إن سيف الإسلام لم يكن راضيا عما جاء في المذكرة التي اعتبرت أن القوانين والتشريعات المزمع إصدارها تهدف إلى إعطاء سيف الإسلام الصلاحيات وتمكينه من الإشراف على مؤسسات الدولة. ولفت المصدر إلى أن غاية سيف الإسلام من ذلك هو الحث على إصدار بعض القوانين هو فتح آفاق جديدة أمام كل الليبيين للمساهمة في عملية التحديث والبناء والتنمية والتمتع بكافة الحقوق والحريات. وقال المصدر نفسه إن نجل القذافي يريد أن تكون عملية التحديث في ليبيا مكفولة بحكم القانون وليس كما جاءت في الوثيقة التي عممتها أمانة البرلمان على المؤتمرات الشعبية. يشار إلى أن المؤتمرات الشعبية، وفق النظام الجماهيري المطبق في البلاد منذ العام 1977 والتي تضم جميع الليبيين، هي التي تقوم بإجازة القوانين وإصدارها. يذكر أن سيف الإسلام، الذي يرفض عملية توريث الحكم، سبق وأن ساهم في معالجة العديد من القضايا لصالح بلاده ليبيا ومن بينها قضية الممرضات البلغاريات وعودة المدان في قضية تفجير الطائرة الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عبدالباسط المقرحي، من سجنه في اسكوتلندا، ودافع عن حقوق الإنسان وإطلاق سراح المئات من العناصر الإسلامية في ليبيا. وكان سيف الإسلام أعلن في أغسطس-آب من العام 2008 انسحابه من الحياة السياسية في بلاده، واعدا بأنه لن يتدخل بعد هذا اليوم في شؤون الدولة الليبية، مؤكدا أن انسحابه من الحياة السياسية سيكون دائما ولن يعود إليها «مثلما يفعل العرب الآخرون» الذين وجه إليهم انتقادات حادة في «توريث أبنائهم» الحكم.