كلف سيف الإسلام القذافي رسميا بمنصب منسق القيادة الشعبية الاجتماعية في ليبيا، ليكون الرجل الثاني بعد والده، وليصبح بمثابة رئيس الدولة الليبية من الناحية الشكلية. وذكرت صحيفة 'أويا' على موقعها على شبكة الإنترنت الجمعة أن هذا التكليف جاء في القرار رقم 1 الذي أصدره منسقو القيادات الشعبية خلال اجتماعهم الاستثنائي الذي عقدوه بطرابلس الخميس. ووفقا لنصوص اللوائح الداخلية للقيادات الشعبية الاجتماعية التي تعتبر المرجعية العليا للنظام السياسي القائم في ليبيا والمعتمد على النظام الجماهيري الذي يدار شعبيا عن طريق مؤتمرات شعبية تقرر ولجان شعبية تنفذ، فإن كلا ً من مؤتمر الشعب العام (البرلمان) واللجنة الشعبية العامة (الحكومة) والأجهزة الأمنية ستكون تحت مسؤولية سيف الإسلام القذافي. وكانت هذه القيادات أقرت تزكية دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي خلال الأيام الماضية التي طالب فيها بمنح نجله سيف الإسلام 'الذي لا يشغل أي موقع رسمي في الدولة صيغة تمكنه من القيام بواجبه تجاه بلاده'. وكان القذافي قال ان نجله سيف الإسلام رجل مخلص ويحب ليبيا وبأنه يواجه مشكلة كونه لا يشغل منصبا في الدولة الليبية وهو ما يربك عمله لصالح ليبيا. ومضى القذافي يقول إن سيف الإسلام سيعالج ليبيا من الفساد المتفشي ومشاكل اجتماعية أخرى. وقال إن مؤسسات الدولة فشلت في تحقيق ذلك وفي تحقيق الحكم الرشيد. وقال القذافي الذي يرأس الاتحاد الأفريقي ويحمل لقب ملك ملوك افريقيا ولقب القائد الأممي إنه لا يريد أن يشتت عن دوره على الساحة العالمية بموضوعات داخلية. يذكر أن سيف الإسلام ساهم في معالجة العديد من القضايا لصالح بلاده ليبيا ومن بينها قضية الممرضات البلغاريات وعودة عبدالباسط المقرحي المتهم بتفجير طائرة لوكربي مؤخرا إلى ليبيا. وهذا التعيين على رأس 'القيادات الشعبية' سيدعم موقف سيف الاسلام كخليفة لأبيه. بل يرى المراقبون ان القذافي يخلف السلطة لابنه وهو ما زال حيا، بينما عمل ويعمل زعماء آخرون على توريث السلطة بعد وفاتهم. وكان الرئيس بشار الاسد اول رئيس عربي يخلف والده بالسلطة، بينما يثور جدل كبير حول احتمال توريث جمال مبارك السلطة في مصر. ويقول المراقبون ان دولا اخرى من بينها اليمن تعمل على ثوريث السلطة. في مصر يرى مراقبون ان تعيين سيف الاسلام ربما يضر بجهود مبارك لتوريث ابنه، حيث سيردد المراقبون ان 'مصر ليست ليبيا' كما رددوا ان 'مصر ليست سورية'. ويقول محللون وجماعات معارضة في المنفى إن القذافي اعد سيف الإسلام لخلافته ويريد تقوية قبضته على السلطة ومنع المعارضة من داخل قبيلته القوية قبل أن يغادر المشهد السياسي. ونقل موقع على الإنترنت عن أحمد بوشاه من جماعة الإخوان المسلمين الليبية المعارضة في المنفى قوله إن اقتراح القذافي هو الإشارة الرسمية الأوضح لوضع سيف الإسلام على طريق الخلافة لوالده. وقالت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وهي جماعة ليبية معارضة في المنفى في بيان 'من حقنا أن نسأل سؤالا: هل من المنطقي والمعقول أن تبقى ليبيا رهينة ليس فقط للقذافي خلال 40 سنة وإنما لأولاده الذين يعرفهم الليبيون بحبهم للترف والفساد والتصميم على قمع الشعب الليبي؟'. ويعزى إلى سيف الإسلام وهو أكثر موفدي أبيه الموثوقين إقناع الحكومتين البريطانية والأمريكية بأن القذافي يحرص على إنهاء عزلة ليبيا عن طريق تخليه عن برنامجه لإنتاج أسلحة الدمار الشامل. وتزامن تعيين سيف الاسلام بهذا المنصب مع عدة خطوات ايجابية في الدولة، منها اطلاق سراح 88 عضوا بجماعات إسلامية متشددة سجنوا لتآمرهم على الإطاحة بحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، واغلاق سجن ابو سليم سيئ الصيت. وقال محللون ان القصد من ذلك اغراء المواطنين ليعتبروا هذه الخطوة لمصلحتهم.