اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان دخول عناصر من حركة"طالبان"الى الحكومة الافغانية المقبلة احتمال غير مستبعد، و"ندرس كل المسائل بالاستناد الى تحليل عميق لقناعاتنا حول افضل طريقة لتحقيق اهدافنا الاساسية على صعيد حماية بلدنا ومصالحنا واصدقائنا وحلفائنا من آفة الارهاب". واضافت:"لن احكم مسبقاً الى اين سيقودنا هذا التحليل الذي يسعى الى تحديد افضل مقاربة يمكن ان يتبناها الرئيس باراك اوباما"، مؤكدة التزام الولاياتالمتحدة ببذل جهد دولي مدني وعسكري في افغانستان. تزامن ذلك مع تصريح الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس بأن"طالبان تشكل خطراً اقل من تنظيم القاعدة على الولاياتالمتحدة"، ما يمكن ان يؤثر على قرار الادارة ارسال عشرات الآلاف من الجنود الاضافيين الى افغانستان. واشار غيبس الى ان بعض عناصر"طالبان"تحركهم اهداف"الجهاد العالمي"ذاتها للقاعدة لكن الفارق واضح بين كثيرين منهم والشبكة الارهابية. وزاد:"الأكيد ان عناصر طالبان اشخاص سيّئون ارتكبوا اعمالاً فظيعة، لكن قدراتهم تختلف على صعيد التهديدات الدولية، أي ان قسماً كبيراً من طالبان لا يشكل خطراُ على الاميركيين خارج افغانستان". وكانت"طالبان"افادت في رسالة نشرتها الاربعاء الماضي بأن هدفها هو"الاستقلال وارساء نظام اسلامي في افغانستان، ولا نخطط لمهاجمة الولاياتالمتحدة او اي دولة اخرى". وحرص غيبس على عدم استخلاص اي استنتاج من هذا التمييز بين"القاعدة"و"طالبان"، وربطه بالاستراتيجية الجديدة في افغانستان التي تدرسها الادارة حالياً، علماً ان اوباما عقد أمس اجتماعاً رابعاً مع فريقه للأمن القومي لمساعدته في اتخاذ قراره المتوقع خلال اسابيع. وكشف مصدر مطّلع على طلب زيادة القوات الاميركية الذي رفعه قائد القوات الأجنبية في أفغانستان ستانلي ماكريستال إلى الرئيس أوباما الى ان الطلب يتضمّن ثلاثة خيارات، لكن ماكريستال أوصى فيه باعتماد خيار إرسال 40 ألف جندي فقط، و"هو خيار وسطي يمكن ان يمرره الكونغرس بسهولة، فيما وصف خيار عدم ارسال قوات بأنه"خطر جداً". في غضون ذلك، اتفق أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على التشاور في الوضع الأفغاني الباكستاني. وقال غيبس:"شدد الجانبان على أهمية التعاون مع الحلفاء والشركاء الأفغان والباكستانيين"، في وقت مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لسنة آخرى التفويض الممنوح للقوة التي يقودها الحلف الاطلسي ناتو في افغانستان، داعياً الدول الى تعزيز قواتها مع تصاعد الحرب على مقاتلي الحركة. وقال القرار ان المجلس"يدرك ضرورة تعزيز قوة المساعدة الأمنية الدولية ايساف من أجل الوفاء بكل متطلباتها الخاصة بالعمليات وفي هذا الشأن يدعو الدول الاعضاء الى المساهمة بالأفراد والمعدات والموارد الاخرى في ايساف". وتأخر اصدار القرار قليلاً بسبب جدل دار في شأن صوغ فقرة فيه تتناول الخسائر البشرية بين المدنيين الافغان الناتجة من الغارات الجوية الاميركية. ودعت الفقرة التي اعتمدت في القرار الى"مواصلة تعزيز جهود الحلف لتقليص الخسائر بين المدنيين. ميدانياً، قتل جندي بريطاني في انفجار قنبلة لدى تنفيذه دورية قرب قاعدة"كامب باستيون"البريطانية وسط ولاية هلمند جنوب، ما جعله ثالث جندي بريطاني يقضي في افغانستان هذا الشهر، فيما يبلغ اجمالي عدد القتلى في البلاد 221 منذ اطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001. واعلنت القوات الاميركية انها انسحبت من منطقة كامديش النائية في ولاية نورستان شرق، في اعقاب سيطرة مقاتلي"طالبان"عليها، مشيرة الى ان الانسحاب كان تقرر قبل هجوم المتمردين. وفي باكستان، احرق متمردون قرب تور بابا احد احياء ضواحي بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ست شاحنات تحمل وقوداً وامدادات لقوات الحلف الاطلسي ناتو في افغانستان. وأشارت الشرطة الى ان الشاحنات التي تملكها شركة باكستانية خاصة توقفت امام فندق ومحطة وقود، حين سكب عليها مسلحون بنزين وأضرموا النار فيها قبل بزوغ الفجر. نشر في العدد: 16990 ت.م: 10-10-2009 ص: 16 ط: الرياض