ردت القاهرة بعنف على الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله متهمة إياه بالتطاول على مصر بعد تصريحاته أول من أمس التي كرر فيها هجومه على النظام المصري متهماً إياه بالكذب في شأن فتح معبر رفح مع غزة. وأشار مصدر مصري مسؤول في بيان وزعته وزارة الخارجية المصرية الى"عمالة"نصرالله الواضحة للنظام الإيراني و"ائتماره بأوامر طهران". في هذا الوقت شهدت بيروت، اتصالات لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس، قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء السادسة مساء برئاسته من أجل إيجاد حل وسط للخلاف بين رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة حول إصرار الأول على تضمين مشروع موازنة العام الحالي بنداً يخصص 60 بليون ليرة لبنانية لمجلس الجنوب، وهو الأمر الذي يرفضه السنيورة بحجة الأعباء التي يرتبها على الموازنة في ظل تصاعد العجز والحاجة الى إعطاء مبالغ أكثر الى صندوق المهجرين في الوقت نفسه. راجع ص 6 و7 وأوضح الرئيس سليمان من جهة ثانية أمام وفد من مجلس النواب الأميركي من أعضاء اللجنة الفرعية للقوات المسلحة والشؤون الخارجية، أن"العلاقة مع سورية تسير في شكل جيد والخطوة الأولى تبادل السفارتين والسفيرين"، مشيراً الى ان تفاهماً قام بين الدولتين في شأن ضبط المعابر لمنع التهريب، وأن خطوات ترسيم الحدود ستبدأ ولن تتناول مزارع شبعا ما دامت تحت الاحتلال. ولفت سليمان الى ان"على اسرائيل الانسحاب مما تبقى من أراض محتلة في شبعا وكفرشوبا والغجر، وأن تعترف بحق الفلسطينيين في العودة لأن ذلك يشكل مقدمة ضرورية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة". وشكر سليمان للولايات المتحدة مساعدتها الجيش اللبناني، متمنياً تطوير نوعية هذه المساعدات كي يستطيع الجيش أن يكون الضامن الوحيد لأمن الوطن والمواطن، لافتاً الى ان الحوار قائم ومتواصل بين القيادات اللبنانية حول طاولة للتوصل الى استراتيجية وطنية تؤمن الحماية للبنان ضد أي اعتداء. واجتمع الرئيس سليمان عصر أمس مع السنيورة قبل انعقاد مجلس الوزراء للبت في ما تبقى من بنود خلافية في مشروع الموازنة. وكانت الحلول الوسط التي اقترحها سليمان في اتصالات حثيثة أجراها أول من أمس لم تلق موافقة الطرفين. وعلم ان سليمان اقترح تخصيص مبلغ 25 بليون ليرة لمجلس الجنوب بدلاً من 60 بليوناً، 10 منها للتعويضات للمتضررين من حرب تموز يوليو 2006 و15 بليوناً للمشاريع. إلا أن بري رفض ذلك، فيما قالت مصادر السنيورة أنه قبل بالفكرة. وأشارت مصادر بري الى انه يقترح تجميد سلفة خزينة مقررة لمجلس الجنوب بقيمة 40 بليون ليرة، وانزال ال 60 بليون ليرة على الموازنة. وكان المؤتمر الصحافي لنصرالله أول من أمس أثار ردود فعل لبنانية عدة إضافة الى رد المصدر المصري المسؤول الذي اعتبر أن"نصرالله ما زال يسعى من مخبئه ومن خلال الحنجرة العالية النبرة الى تقديم ما يعتقد أنه دعم للفلسطينيين وحيث تقرر له ألا يقوم بأي دور في تلك المأساة إلا في هذا الإطار ومن دون أن يتجاوزه بشعرة كي لا يربك حسابات الأطراف التي تحركه". ورأى أن"ما ردده نصرالله في شأن الدور القهري للوساطة المصرية يكشف عن مرارة دفينة لدى الموتورين...". ورد على نصرالله أيضاً رئيس حزب"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع الذي قال أن الأمين العام للحزب"أثبت أنه الوكيل القومي ل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي في لبنان". وتناول جعجع إثارة نصرالله قضية الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين خطفوا عام 1982 وكشف إسرائيل في تقرير لها في إطار عملية تبادل الأسرى والجثامين العام الماضي بين"حزب الله"وبينها، أن"القوات"خطفتهم، ليسأل:"من يستطيع أن يفسر لي الاهتمام العظيم للسيد نصرالله بمصير ديبلوماسيين ايرانيين فقدوا قبل 27 عاماً"؟ كما سأل جعجع عن"سبب عدم اهتمام نصرالله بالأبعاد الإنسانية لمعضلة مئات اللبنانيين الذين ما زالوا حتى اللحظة معتقلين - مفقودين في سجون حلفاء السيد نصرالله الأقربين في سورية..."كما سأل عن عدم اهتمامه باغتيالات حصلت لديبلوماسيين أجانب على الأرض اللبنانية. وقال جعجع:"ان الأجهزة الأمنية اللبنانية أجرت أكثر من تحقيق في شأن الديبلوماسيين الإيرانيين ولديها الجواب". نشر في العدد: 16738 ت.م: 31-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض