أرجع رئيس شركة"نيسان موتورز"كارلوس غصن أمس انخفاض الطلب على السيارات إلى الأزمة المالية العالمية والنظام المصرفي المنهار، مشيراً إلى أن ثلثي بيع السيارات في شركته يتم من طريق عمليات التمويل المصرفية. وقال في كلمته الافتتاحية ل"منتدى التنافسية الدولي الثالث"في الرياض الذي تنظمه"الهيئة العامة للاستثمار"ان"التراجع في الإنتاج كان بنسب مختلفة، ففي اليابان كانت النسبة 20 في المئة، وفي الولاياتالمتحدة 10 في المئة، وفي المانيا 15 في المئة". ولفت إلى وجود توقعات متشائمة قائلاً:"لا نعرف متى يعود المستهلكون إلى الإنفاق، ولا نعرف ما إذا كانت عاداتهم في الإنفاق قد تغيرت، وهذا ما لا نريده". وأضاف:"الجميع في انتظار انتهاء الأزمة المالية العالمية لكي يعودوا إلى شراء السيارات". وأكد غصن وجود"مشكلة"في"نيسان"لعدم وجود رؤية داخلية واستراتيجية واضحة في الثمانينات من القرن الماضي،"ولكننا أعدنا هيكلة الأفكار بالنسبة إلى الأشخاص الذين يديرونها، والناس متحمسون للإستراتيجية". وطالب بالتركيز على التنافسية المسؤولة، إضافة إلى التركيز على أداء الأنظمة الحكومية، مشيراً إلى أن كل تفاعل اجتماعي واقتصادي يجب أن يُبنى على الثقة، كما يجب التركيز على الاستدامة، والتواصل مع الزبائن وحماية البيئة وإعطاء تكنولوجيا خضراء. وكشف غصن أن عام 2007 شهد إنتاج 69 مليون سيارة، فيما شهد عام 2008 انخفاضاً في الإنتاج إلى 63 مليون سيارة، وتوقع أن يصل الإنتاج في 2009 إلى 55 مليون سيارة. وأكد أن الشركة ستواصل الاهتمام بزيادة الطلب ولكن يجب التركيز على ضمان بيئة أفضل، موضحاً أن بدء العمل على إنتاج السيارات الكهربائية سيكون عام 2010، على أن يبدأ الإنتاج في 2012،"وهذا سيكون مساهمة من الشركة في حل مشكلة التغير المناخي". ورأى أن 53 في المئة من إنتاج النفط يستخدم في السيارات. وأكد غصن أن الناس في نهاية الأمر حساسون بالنسبة إلى السعر وكلفة الصيانة. وعن التوقعات خلال السنوات الخمس المقبلة، قال:"لن نخرج من الركود حتى في 2010، فالركود كان عميقاً خلال العام الماضي، والأرقام التي تصلنا حتى الآن عن المبيعات في أميركا لم تتحسن في الشهر الجاري، وهذا سيدفع الحكومات إلى تعزيز دورها في الدعم، وستنخفض استثماراتنا 30 في المئة، وكلما زاد حجم الشركة زاد اهتمام الحكومة لارتباط المواطنين بالعمل في هذا القطاع، وأتوقع أن تنفذ الدول إجراءات كثيرة في المرحلة المقبلة". وشدد على أن الشركة حريصة على أن يكون الانبعاث في سياراتها صفراً، وأن الشركة لن تبيع أي سيارة كهربائية غير آمنه. وعن أسعار النفط في 2011، قال:"أعتقد أن سعر 80 دولاراً للبرميل هو سعر آمن، وبالنسبة إلينا هو سعر معقول، ونتوقع أن تصل الأسعار إلى ما بين 80 إلى مئة دولار للبرميل". وقال مسؤول التسويق في"الهيئة العامة للاستثمار"فهد حميد الدين إن المنتدى سيقدم رسالة إلى المجتمعين في قمة العشرين في لندن في نيسان ابريل المقبل. وفي الجلسة الحوارية الأولى التي جاءت بعنوان"التنافسية المسؤولة"وتناولت محاور كثيرة، منها: التنافسية المسؤولة بالنسبة إلى الشركات والدول، ودور الأعمال والاستثمارات المسؤولة في تحسين تنافسية الدول، وكيفية الجمع بين المسؤولية البيئية والقدرة التنافسية، والمعوقات التي تحول دون وجود أعمال واستثمارات مسؤولة وكيف يمكن التغلب عليها، والدروس المستفادة من الأزمة المالية العالمية في ما يتعلق بالأعمال والاستثمارات المسؤولة، وقدرة الشركات في التنافس في ما بينها تنافساً مسؤولاً وسط أجواء الأزمة. وقال في الجلسة رئيس شركة"لينوفو"ويليام أميليو:"نحن نشهد أكثر من انهيار اقتصادي، وهو بدأ من القطاع المصرفي، ولا توجد حالياً أي ثقة أو شفافية، والأزمة أكدت عدم وجود فصل بين الأسواق الناشئة والناضجة". وأضاف:"يجب أن تتعلم الإصغاء الى الآخرين لكي تتعلم منهم، وبناء الثقة على كل المستويات، ولم يكن هذا مهماً أكثر من أي وقت مضى". وقال رئيس شركة"آرباص"توماس أندرز في الجلسة نفسها"ان المشكلة التي تعترض قطاع السيارات هي ذاتها التي تعترضنا في قطاع الطيران، وهي التمويل من المصارف، إضافة الى مشكلة سعر الصرف وتحديداً الدولار"، مؤكداً وجوب التحقق من المشاريع التي تُنفّذ في المستقبل. ونبّه إلى ان الطلب العالمي على الطائرات الجديدة قد ينخفض بنسبة تتراوح بين 50 الى 60 في المئة خلال 2009 بسبب الازمة المالية العالمية. وذكر ان المشترين اختفوا حتى من الاسواق الاكثر حيوية مثل منطقة الخليج التي استاثرت بنسبة كبيرة من الطلبيات على الطائرات في 2007 و2008. أما رئيس شركة اتصالات الإماراتية محمد حسن عمران، فقال خلال الجلسة:"يجب التركيز حالياً على خفض الكلفة ويجب عدم نسيان أننا نعتمد كثيراً على بائعي التكنولوجيا، وسوقنا لا تزال تحتاج الكثير". وأضاف متحدثاً الى صحافيين ان شركته ستستثمر ما بين اربعة الى خمسة بلايين دولار في عمليات في ايران على مدى خمس سنوات. إلى ذلك، أكد خبراء ومسؤولون عن صناعة النفط في العالم في المنتدى أن الأزمة المالية العالمية أثرت في القطاع. وعن أثر الاندماجات في أسعار النفط، قال الرئيس التنفيذي لشركة"غارتيرا"غيرتان لانكهورست خلال الجلسة الحوارية الثانية التي جاءت بعنوان"الطاقة وآفاقها":"ستستمر الاندماجات وهذا أمر جيد، ولا أعتقد أن هناك خوفاً في ما يتعلق بالأسعار، وكل واحد منا يعي مسؤولياته، والعالم أصبح تنافسياً". أما الرئيس التنفيذي لشركة"ايني"اس بي ايه باولو سكاروني، فقال:"أريد أن أضيف أن 75 في المئة من النفط ينتج من شركات وطنية، و90 في المئة من الاحتياطات في أيدي شركات وطنية". ودعا إلى البحث في صناعة النفط عن طرق لحل مشكلة البيانات، وقال:"نحتاج إلى تقارير سريعة وشفافة لتفادي أي مشكلة أرقام قد تعترض السوق". وشدد على أن الأزمة العالمية أثرت في الإنتاج والاستثمار والاستكشاف إلى جانب أسعار النفط، معتبراً ان قفزة الأسعار إلى 147 دولاراً في تموز يوليو الماضي كانت بسبب عدم قدرة المصافي على الإنتاج، معتبراً ان الهبوط الحالي إلى 40 دولاراً ليس كبيراً"فهذا السعر لم يكن يُعتبر قبل سنوات عالياً، وفي اعتقادي أنه مناسب للاستثمارات".