ليس من باب الصدفة ان يلقّب بپ"الامبراطور"أو حتى"قاتل الكلفات"لأن ما حققه في شركة نيسان وقبلها يُشهد له، خصوصاً ان الشركة اليابانية كانت على حافة الانهيار الكامل عندما قرر خوض التحدي في اليابان وانقاذ خسائر قدرت بنحو 19 بليون دولار لتتحول المؤسسات الآن الى اكثر الشركات ربحية في العالم. وليس من باب الصدفة ايضاً ان يعود في شهر ايار مايو الماضي الى رئاسة رينو من حيثما انطلق، لأن الجميع كان واثقاً من قدراته على تطوير هذه الشركة ايضاً الى جانب امساكه بمسؤولية نيسان، فتحول الى واحد من أهم رؤساء الشركات في العالم: انه المنقذ كارلوس غصن. قاعة"رينو سكوير.كوم"في قلب العاصمة الفرنسية باريس كانت بمثابة خلية نحل من الصباح الباكر حيث تجمع اكثر من 400 صحافي من انحاء العالم للاستماع الى خطة غصن الجديدة التي سينفذها بدءاً من هذه السنة وحتى 2009 والتي من شأنها ان ترفع رينو الى مصاف الشركات الاكثر تنافسية وربحية في العالم، وهي جاءت بعد تسعة اشهر من الدراسات وزيارات المصانع والاستماع الى مختلف الاختصاصيين في الشركة الفرنسية، علماً ان غصن كان رفض في مناسبات عدة التحدّث عن اوضاع الشركة الفرنسية وكان دائماً يردد"اريد ان اتعرف الى الشركة اولاً لأنها تغيرت كثيراً منذ تركتها عام 1999 والتحقت بنيسان". عرض غصن في مستهل مؤتمره الصحافي تحليلاً كاملاً عن وضع رينو وامكاناتها وابرزها التحالف الذي اقامته مع نيسان، انخراطها في عدد من المشاريع المستقبلية في انحاء العالم، حيازتها على نسبة 44,3 في المئة من نيسان و20 في المئة من"فولفو"الامر الذي يعطيها ضمانات مادية، القدرة على الدخول في اي قطاع وتحقيق النجاح مثل مشاركتها في سباقات فورمولا واحد منذ ثلاثة أعوام كفريق كامل وحيازة البطولة عند السائقين والصانعين العام الماضي"واخيراً امتلاكها الكثير من المواهب والخبراء. وشهدت مبيعات رينو العام الماضي زيادة 1,7 في المئة بعدما حققت مبيع 2,533,000 وحدة، وهي تمتلك بحسب غصن خمس فرص للتطور والتقدم ابرزها انها صورة مميزة لم تستثمر بكامل طاقاتها، امكان التواجد في شكل انجح في عدد من القطاعات الفخمة والدفع الرباعي وهذا ما لم تفعله بعد، كلفة الاستثمارات غير التنافسية مقارنة بالمستوى الافضل، ضعف فعالية ادارة العمليات العالمية، واخيراً تركيز غير كاف على المستهلك وحاجاته، ما يخلق هامشاً كبيراً للتقدم. هذه الامور كلها دفعت بكارلوس غصن الى اطلاق خطة طموحة جداً سماها"Contract 2009"او"عقد 2009"تستمر من الآن حتى تلك السنة وتتمحور حول ثلاث نقاط عريضة لخصها، وهي: - التركيز على عامل النوعية لأنه يسمح بتطور الشركة وثقة مستهلكيها والأبرز التركيز على طراز لاغونا لجعله يحتل اول ثلاثة مراكز في هذا القطاع مقارنة بالطرازات المنافسة. - تحقيق مبيعات اضافية تصل الى 800,000 وحدة خلال فترة الخطة، وذلك بانتاج 26 طرازاً جديداً، طرازان هذه السنة، و8 السنة المقبلة، و7 سنة 2008 و9 سنة 2009، وتعزيز قطاعات سيارات الدفع الرباعي، اس يو في، كروس اوفر والكوبيه الرياضية، اضافة الى طرح السيارات في الاسواق بوتيرة اسرع، وفي الوقت الذي اعلن سلفه لويس شويتزر تجميع نحو 4 ملايين سيارة سنة 2010، اعلن عصن ان هدفه سيكون 3,3 مليون سيارة في سنة 2009 عند نهاية الخطة"الطموحة"، والعمل على ارضاء الزبائن من خلال طرازات جذابة، فاخرة وعملانية. - تحقيق هامش ارباح تشغيلي يصل الى 6 في المئة، علماً ان هذه النسبة بلغت 3 في المئة العام الماضي والعمل على تخطي هذه النسبة بدءاً من سنة 2010. وأكد غصن ان"تحقيق هذه الامور، سيسمح لرينو بالتربع على صدارة الشركات الأكثر ربحية في اوروبا وأن ثقته بالعاملين 126 الف عامل كبيرة وسيحققون الهدف، اما الآن فقد حان وقت العمل".