انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أكثر من 10 في المئة أمس لتسجل أقل من 33 دولاراً للبرميل بعد ان وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقاً يضمن استئناف تزويد أوروبا بالغاز، وفي غياب أي بوادر على تحسن الطلب على النفط. وانخفض سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لشباط فبراير 3.07 دولار عن مستواه في أواخر التعاملات الجمعة الماضي، الى 33.44 دولار للبرميل بعد ان تراجع في وقت سابق أمس الى 32.70 دولار، وهو أدنى مستوى للخام في 2008. وكان أول من أمس يوم عطلة في الأسواق الأميركية في مناسبة ذكرى مارتن لوثر كنغ. وانتهى أمس أجل تداول عقود شباط للخام الأميركي. أما عقود آذار مارس التي تصبح اليوم أول عقود التعاملات الآجلة فانخفضت 2.93 دولار الى 39.64 دولار للبرميل. وهبط سعر مزيج برنت 1.03 دولار الى 43.47 دولار بعد انخفاضه 2.07 دولار أول من أمس. وأعلنت منظمة"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أول من أمس الى 40.53 دولار للبرميل، من 42.17 دولار الجمعة الماضي. وأعلن رئيس"أوبك"وزير النفط الأنغولي بوتيلو دي فاسكوناسيلوس ان الدول الأعضاء في المنظمة تطبق بالكامل أكبر خفض للإمدادات في تاريخها، معتبراً ان يكون كافياً لتعزيز الأسعار. وفي أول مقابلة منذ توليه الرئاسة الدورية ل"أوبك"في بداية الشهر الجاري، استبعد ان تلتقي دول المنظمة قبل الاجتماع العادي المقرر عقده في فيينا في منتصف آذار. وقال:"أعتقد ان الجميع طُبق، على رغم أن كل الدول لا يمكنها ان تلتزم به من اليوم الأول". والشهر الماضي اتفق وزراء النفط في"أوبك"على خفض الإمدادات بواقع 2.2 مليون برميل يومياً بدءاً من الأول من الشهر الجاري، لتحقيق توازن بين الامدادات والانخفاض السريع في الطلب على الوقود. خزانات عائمة إلى ذلك، أعلن خبراء ان بحراً من النفط يقدر بما بين 50 ومئة مليون برميل يرقد حالياً في ناقلات تحولت الى خزانات عائمة، تعد بأرباح هائلة للمصارف والوسطاء عندما تعود أسعار النفط الى الارتفاع. وترسو هذه"المستودعات العائمة"بالقرب من السواحل الإيرانية والفنزويلية والأميركية وقبالة أفريقيا الغربية وفي بحر الشمال، بحسب الوكالة الدولية للطاقة. وجاء في تقرير الوكالة لكانون الثاني:"نظراً إلى ضعف الطلب، ازداد تخزين النفط في البحر ليبلغ ما بين 50 و80 مليون برميل". وأشار فريدريك لاسير من المصرف الفرنسي"سوسيتيه جنرال"، الى ان هذه الكمية تتراوح بما بين 90 ومئة مليون برميل. وقال:"بحسب مستأجري السفن، تُستخدم 35 ناقلة على الأقل من نوع"في ال سي سي"، وهي الأكبر من نوعها، وتحوي كل منها مليوني برميل من النفط. وتُضاف إليها نحو 15 سفينة"سويزماكس"الأصغر حجماً". وبدأت هذه الظاهرة منذ كانون الأول ديسمبر عندما هبطت أسعار النفط الخام الى مستوى قريب من 30 دولاراً وهو الادنى منذ اربع سنوات. فبدلاً من بيع نفطهم بأسعار زهيدة، آثر عدد كبير من المنتجين الاحتفاظ به في انتظار أيام أفضل. ومن بين هؤلاء شركتا النفط"بي بي"و"شل"اللتين اتى على ذكرهما وسطاء ومحللون. وثمة جهات خارج الصناعة النفطية، مثل وسطاء وصناديق مضاربات ومصارف، دخلت اللعبة طامعة بتحقيق أرباح أكيدة من فارق السعر بين عقود النفط ذات الاستحقاقات القريبة الأجل والعقود البعيدة الأجل. وما يشجع هو ان أسعار النقل البحري تراجعت أيضاً، ما يخفف تكلفة التخزين. فمع كلفة تخزين تتراوح بين 1.2 و1.5 دولار للبرميل في الشهر يبلغ الهامش ثمانية دولارات للبرميل، وفقاً لأحد الخبراء. نشر في العدد: 16728 ت.م: 21-01-2009 ص: 23 ط: الرياض