قال مكتب وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي زارت باريس أمس إنها أكدت رفض حكومتها اقتراح فرنسا وقف إطلاق النار في غزة للسماح بدخول مساعدات إنسانية. واعتبرت أنه"لا توجد أزمة إنسانية في القطاع، لذلك لا توجد حاجة إلى هدنة إنسانية". واستبقت ليفني لقاءها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإعلان رفض مسعى باريس. وقالت إن هدف إسرائيل على المدى القصير ليس إطاحة حركة"حماس"، موضحة أن"الطريقة الوحيدة ليتمكن الفلسطينيون من إقامة دولة يمر أيضا بتغيير الوضع في غزة... إذاً التغيير في غزة وتغيير النظام ضروريان لتحقيق رؤية الدولتين أو لترجمتها إلى واقع". وبررت رفض الهدنة لأن الوضع الإنساني ليس بائساً ولأن"حماس ستستغل أي وقف للنار كي تحسن موقعها استعداداً للهجوم التالي". وكانت حركة"حماس"رحبت بالاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، قبل ساعات من رفض ليفني له. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم أمس إنها تؤيد الاقتراح"من دون العودة إلى اتفاق العام 2005"الذي ينظم تشغيل معبر رفح، ويعني عودة قوات أمن الرئاسة الفلسطينية والمراقبين الاوروبيين، مطالباً باتفاق جديد مع"حماس"على آلية تشغيله"بعيداً عن سلطة رام الله". وقال إن"حماس موافقة على المبادرة شرط وقف العدوان، وإنهاء الحصار بمختلف أشكاله، وفتح المعابر كافة، ووجود ضمانات دولية لعدم تكرار الاحتلال هذه الحرب الإرهابية مجدداً". وأضاف:"يجب أن تكون التهدئة صفقة شاملة متكاملة تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وفك الحصار، وتشغيل المعابر كافة من دون قيد أو شرط، ومن ودون العودة الى اتفاق المعابر العام 2005". وتزامن موقف ليفني مع نشر صحيفة"هآرتس"العبرية نتائج استطلاع للرأي أفاد أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين يؤيدون استمرار الهجوم على غزة. وعبر 71 في المئة من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع، عن تأييدهم لمواصلة الهجوم الجوي، حتى أن 20 في المئة منهم أكدوا تأييدهم لتوسيعه للقيام بعمليات برية، فيما قال 20 في المئة فقط إنهم مع وقف النار، ولم يعبر 9 في المئة عن رأيهم. وأظهر الاستطلاع تزايداً في شعبية حزب"العمل"بقيادة وزير الدفاع إيهود باراك إثر شن الهجوم مع اقتراب الانتخابات التشريعية المرتقبة في العاشر من شباط فبراير المقبل. لكن حزب"ليكود"اليميني المعارض ظل في الصدارة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد أمس أن إسرائيل لا ترغب في"حرب طويلة"في غزة. وقال لصحافيين خلال جولة في بئر السبع:"لا نرغب في خوض حرب طويلة ولا نتمنى توسيع الجبهة. نريد الهدوء، وأن يعود سكان جنوب إسرائيل إلى حياة طبيعية". نشر في العدد: 16709 ت.م: 2009-01-02 ص: 9 ط: الرياض