قبل أربعة أيام من تسلمه الرئاسة خلفاً لجورج بوش الذي تعد إدارته مراسم الوداع في قاعدة أندروز الجوية الثلثاء المقبل، حضّر الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما فريقه في السياسة الخارجية والأمن القومي ل"نهج إقليمي جديد"في الشرق الأوسط، يعتمد على انخراط مع إيران وسورية، كما وصف الحرب في غزة بأنها"مأساة"مستعجلا تحريك عملية السلام وإضعاف المتطرفين. جاء ذلك في وقت نالت مرشحته لوزارة الخارجية هيلاري كلينتون تأييداً ساحقاً من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لتعيينها في المنصب، وفي انتظار تعيين مساعديها للشرق الأدنى حيث أضيف اسم المسؤول الحالي ديفيد هيل الى اللائحة. راجع ص 8 ووصف أوباما في مقابلة بثتها شبكة"سي بي أس"التلفزيونية، الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها"مأساة"، مشيراً الى أن ما سيطلبه من الجانبين هو"النظر الى العالم ليس فقط من وجهة أحادية، بل أيضاً من خلال وجهة نظر خصومهم". وأضاف:"عندما يُقتل مدنيون وأطفال، أياً تكن الحدود أو الجانب الذي يقع عليه القتل، فالأمر مأساة، وهذه المأساة بالتحديد بين الإسرائيليين والفلسطينيين مر عليها زمن طويل". واستعجل أوباما العمل لتحريك عملية السلام، موضحاً أنه سيبدأ من اليوم"الأول"لتسلمه منصبه،"اتخاذ نهج إقليمي جديد"، سيعتمد على إشراك سورية في المحادثات والانخراط مع ايران. وجدد الرئيس الأميركي المنتخب التزامه أمن إسرائيل، مشيراً الى ان"هيلاري كلينتون أكدت في جلسة الاستماع في الكونغرس أن عملية السلام مستعجلة ولا يمكن تأخيرها، وعلينا تبني نهج إقليمي سيعتمد على إشراك سورية في المحادثات والانخراط مع ايران والعمل لإقامة دولتين إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب وبسلام". وتحدثت كلينتون عن هذا النهج في شهادتها أمام مجلس الشيوخ الثلثاء الماضي، مشيرة الى أن الانخراط مع سورية سيكون لتلبية سلسلة مطالب بينها التعاون حول العراق، ووقف دعم مجموعات تعتبرها واشنطن إرهابية مثل حركة"حماس"و"حزب الله". وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أعلنت موافقتها، بغالبية 16 صوتاً في مقابل اعتراض نائب واحد، على تعيين كلينتون وزيرة للخارجية. وجاء الاعتراض من السناتور الجمهوري ديفيد فيتر لتحفظه عن تضارب عمل الوزيرة مع نشاط زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وجمع تبرعات في الخارج لمؤسسته الخيرية. وتحدث أوباما في مقابلته عن العراق، مؤكداً أنه سيعمل على"الانسحاب بمسؤولية"من هناك. وأضاف أن"التركيز سيكون على أفغانستان وعلى المنطقة الحدودية مع باكستان"لمطاردة أعضاء تنظيم"القاعدة"وزعيمهم أسامة بن لادن. وأشار الى أهمية ممارسة ما يكفي من الضغوط على"عناصر القاعدة لابقائهم فارين، ومنعهم من تدريب إرهابيين والاعتداء على الولاياتالمتحدة"و"هذه ستكون أولويتي". وحول فرص اعتقال بن لادن، قال أوباما:"علينا إضعاف هيكلية بن لادن وتنظيمه، سواء كان حياً أو لا، في شكل يشل قدرته"، معتبراً أن"الأفضلية هي لاعتقاله أو قتله، فيما سيساعد شل حركته وعزله في كهف في مكان ما، في حماية أميركا". وأفادت أسبوعية"فورين بوليسي"أن كلينتون تعمل للانتهاء من تشكيل فريقها وسط تكتم تام، مضيفة أن السفير السابق لدى إسرائيل دانيال كرتزر ونائب مساعد وزيرة الخارجية الحالي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل، مرشحان لمنصب مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأدنى، وهو المنصب الذي تولاه ديفيد ولش. كما أوضحت المجلة أن فريق أوباما اقترب من تعيين المندوب السابق لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك مبعوثاً الى جنوب آسيا الهندوباكستانوأفغانستان، مشيرة الى العمل لتعيين مبعوث لعملية السلام في الشرق الأوسط بالتنسيق مع دنيس روس الذي سيتولى منصب المبعوث أو المستشار الخاص لكلينتون.