قبل أقل من أسبوع على انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، بدأت إدارة خلفه الرئيس المنتخب باراك أوباما تعد العدة لتغيير الخطاب السياسي والتنفيذي للبيت الأبيض، والذي سيتمثل بحسب مسؤولين في الفريق الجديد في الاستعدادات لإغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، وإلغاء قرارات حالية تشرع التعذيب، وتوقع إحياء الديبلوماسية الأميركية في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين والتي تصدرت المواضيع التي تناولها عشاء عمل جمع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وخليفتها هيلاري كلينتون ليل الاثنين - الثلثاء. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"بأن رايس التي استقبلت هيلاري كليتون في حضور المستشار الحالي للأمن القومي ستيفن هادلي وخلفه جيمس جونز، بأن رايس نصحت الإدارة الجديدة التي ستتسلم السلطة الاثنين المقبل بانخراط ديبلوماسي مبكر في عملية السلام، واستكمال العمل على تقوية المؤسسات الفلسطينية. ونفذت رايس نحو 30 جولة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل في محاولة لإنجاح المفاوضات حول اتفاق حل بينهما. لكن الخلافات بينها وبين مستشارين لبوش على غرار أليوت أبرامز ومساعدين لنائب الرئيس ديك تشيني صعبت تحقيق اختراق ديبلوماسي في هذا الشأن، فيما نجحت إسرائيل في تحجيم جهود رايس عبر فتح قنوات منفصلة مع مستشاري بوش واللعب على انقسامات الإدارة. وستحاول كلينتون تفادي مصير الفشل بالاعتماد على علاقتها المقربة من إسرائيل ورصيد زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في معالجة هذا الملف، وايضاً سجلها كنائب عن ولاية نيويورك في السنوات الأربع الماضية. وسيعني تكليف السيدة الأولى السابقة مهمات الملف الى دنيس روس، المبعوث الخاص لإدارة بوش الى الشرق الأوسط، والسفير السابق في اسرائيل دانيال كرتزر الذي يتوقع تعيينه في منصب نائب مساعد لشؤون الشرق الأدنى، وريتشارد هاس المرشح ليكون مبعوثاً اضافياً لعملية السلام، تعزيز أهمية المفاوضات مع ابقاء سقف محدد للتوقعات عبر وضعه في ايدي مبعوثين وليس الوزيرة نفسها. وستعتمد آلية صنع القرارات الخارجية في الإدارة المقبلة على العلاقة بين جونز وكلينتون ونائب الرئيس جوزف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، علماً ان علاقة ود وصداقة تجمع غيتس مع كلينتون، فيما يحذر خبراء من وجود خلافات بين بايدن وكلينتون وجونز حول ادارة السياسة الخارجية. تزامن العشاء مع تسريب فريق أوباما معلومات عن نية الرئيس الجديد إعلان اغلاق معتقل غوانتانامو في اليوم الأول لتوليه السلطة الاثنين المقبل، كبادرة تؤكد إصراره على تغيير نهج سياسة بوش،"لكن العملية قد تستغرق شهوراً". وأفادت صحيفة"بوليتيكو"بأن أوباما يعتزم نقض قرارات بوش التي تبيح التعذيب وأساليب"الإغراق الوهمي"في استجواب عناصر الاستخبارات أو الجيش الأميركي لمعتقلين بتهم التورط في"الحرب على الإرهاب". ونقلت مصادر في فريق أوباما ان الإدارة الجديدة تدرس سيناريوات محتملة لإقفال غوانتانامو، بينها احالة معتقليه على محاكم فيديرالية أو اخضاعهم لمحاكمات تنظر في امتلاكهم معلومات استخباراتية حساسة، أو إعادتهم الى بلدانهم أو أطلاقهم. ويدرس فريق أوباما احتمال نقل المعتقلين الى سجون عسكرية داخلية، أي الى منشأة او اكثر من منشآت وزارة الدفاع البنتاغون بينها السجن العسكري المحصن في فورت ليفنورث ولاية كنساس، حيث يمكن ان يمثلوا امام محاكم عسكرية وليس مدنية، علماً أن ادارة بوش تؤكد أن هذا الأمر"غير سهل"، محذرة من امكان انتهاك سرية التحقيقات في العملية القانونية الجديدة. وتتخوف السلطات الأميركية من احالة المعتقلين على محاكم داخلية، ما يعني خضوعهم لقوانين البلاد التي تمنع التعذيب، ما قد يبطل حجج احتجاز بعضهم ممن انتزعت الأدلة ضدهم من طريق التعذيب. ومهما كان سيناريو الإغلاق الذي تعهد أوباما تنفيذه خلال حملته الانتخابية، سيحجم ذلك اللجان العسكرية التي أنشأتها إدارة الرئيس بوش لمحاكمة بعض كبار قياديي تنظيم"القاعدة"المعتقلين في غوانتانامو حالياً، بينهم خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وأعاقت التحديات القانونية الضخمة لسنوات تقدم عمل اللجان العسكرية. نشر في العدد: 16721 ت.م: 2009-01-14 ص: 18 ط: الرياض