قسّمت العملية العسكرية الاسرائيلية قطاع غزة الى خمس مناطق، أبرزها مدينة غزة الضخمة، وهي حصن"حماس"الأساسي، ومركز مصانع إنتاج صواريخ"القسام"ومدارس إعداد المقاتلين. ويبدو أن الإسرائيليين يكسبون الحرب غير آبهين بتظاهرات الاحتجاج في الخارج. ويتوسل الاسرائيليون سلاحاً يصيب الاهداف المرصودة بدقة عالية لتدمير مخازن الأسلحة وقواعد المقاتلين. وعلى رغم محاولة"حماس"تصوير إسرائيل"عدواً يقتل المدنيين الأبرياء"، تتحمل هذه الحركة قدراً غير قليل من المسؤولية. فهي تحتمي بالمدنيين، وتخزن السلاح في حدائق الأطفال والمدارس والمساجد. ونحو 80 في المئة من ضحايا العملية، في الأيام العشرة الأولى من العملية العسكرية الإسرائيلية، هم من المقاتلين. ورفض إسرائيل تولي الصحافيين الأجانب والمدافعين عن حقوق الإنسان مراقبة أرض المعركة يرمي الى منع"حماس"من توظيفهم في آلتها الإعلامية وقطع الطريق على تحميلها المسؤولية عن مقتل بعضهم. ولا شك في أن إيران هي أبرز مؤيدي هذه المعركة واستغلالها في إحراج إسرائيل، والضغط عليها. فطهران موّلت بسخاء تشييد بنية"حماس"التحتية في قطاع غزة. وهي لا تحرك ساكناً لنصرة"حماس"، وپ"تجلس في فيء الشجيرات"متجنبة خوض معركة انتحارية ضد إسرائيل. وليبيا تحاول الفوز بقصب السبق، عوض إيران، تدرك أن قدراتها العسكرية هزيلة جداً. وهي ترفع صوتها سدى في أروقة هيئة الأممالمتحدة. والعالم العربي منقسم، وعاجز عن اتخاذ موقف موحد، ومعظم دوله لا تتفق مع"حماس". ولا تخشى إسرائيل المواقف الدولية. فحليفتها الأساسية الولاياتالمتحدة تحاصر أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لا يتلاءم مع مصالحها، وقد تلجأ الى حق النقض الفيتو. ولم يسارع الاتحاد الأوروبي الى إدانة إسرائيل، على رغم تعاظم نفوذ اللوبي العربي بأوروبا. ووجه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، وتشيخيا، وهي تشغل رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، وبولونيا الانتقاد لپ"حماس"، وحملوها المسؤولية عن الحرب الدائرة في قطاع غزة. وتسعى الصين في الضغط على تل أبيب. ويشدد كلامها على"الكارثة الإنسانية"وپ"مقتل المواطنين المدنيين". وبعض السياسيين الإسرائيليين يرى في هذا الموقف دعماً للإرهاب الفلسطيني. ويصب نجاح إسرائيل في بلوغ أهدافها في مصلحة جميع الاطراف، وروسيا منهم. فهذه العملية تسهم في تراجع مستوى تسلل الإسلاميين العرب الى شمال القوقاز الروسي. وعلى رغم أن"حماس"الإسلامية لم تؤيد القائد الشيشاني الإسلامي، شامل باساييف، فخطّاب، قائد المقاتلين في الشيشان، كان فلسطينياً. سيرغي بالماسوف، عن"برافدا رو"الروسية، 7/1/2009 نشر في العدد: 16721 ت.م: 14-01-2009 ص: 24 ط: الرياض