ثار جدل واسع في روسيا امس، بعد نشر معلومات مفادها ان مجموعة يتزعمها روسي اعتنق الاسلام، تقف وراء سلسلة اعمال ارهابية روعت الروس العام الماضي، ونسبت الى زعيم الحرب الشيشاني شامل باسايف. واعترفت الاجهزة الامنية بأن تحقيقات تجرى للتأكد من صحة هذه الفرضية. وحملت المعلومات التي نشرتها وسائل اعلام روسية، مفاجأة لمتابعي التحقيقات الجارية حول اعنف سلسلة اعتداءات دموية استهدفت روسيا خلال العام الماضي، اذ دلت الى ان المشتبه به الاساس بالوقوف وراء الهجمات هو طالب روسي اسمه بافل كوسولابوف، كان يدرس في احدى الكليات العسكرية قبل ان يعتنق الاسلام. وتفيد التفاصيل التي اوردها موقع"نيوز رو"الالكتروني ان كوسولابوف حارب لبعض الوقت الى جانب الشيشانيين، قبل ان يتفرغ للتخطيط للاعتداءات التي اسفرت عن مقتل مئات الروس وأثارت موجة ذعر واسعة في البلاد. ولفت كوسولابوف انظار الاجهزة الامنية في آذار مارس الماضي، بعدما قادت التحقيقات في عملية احتجاز رهائن في مسرح روسي رجال الامن الى شقة باسمه في موسكو عثر فيها على كميات كبيرة من المتفجرات، وتبين انه خاض دورات تدريبية في معسكر للمقاتلين العرب في الشيشان وشارك في معارك ضد الروس ضمن صفوف واحدة من المجموعات العربية الناشطة في القوقاز، كما اشرف على تخطيط وتنفيذ عمليات فرقة انتحارية تتحمل المسؤولية عن عشرة اعتداءات على الاقل، اكثرها دموية تفجير وقع في احدى محطات مترو الانفاق في موسكو في شباط فبراير الماضي. واللافت ان زعيم الحرب الشيشاني باسايف اعلن عقب كل عملية مسؤوليته عنها، وتوعد الروس بمواصلة الهجمات التي قال انها ستطاول كل مدينة وقرية في روسيا. واعترفت مصادر امنية بأن المعلومات المنشورة تشكل واحدة من الفرضيات الاساسية التي تجرى تحقيقات سرية مكثفة في شأنها. وقال لوكالة"انتر فاكس"مصدر لم يعلن عن اسمه، ان تحقيقات داخلية ستبدأ لمعرفة الكيفية التي تسربت بها المعلومات السرية الى الصحافة. لكن الناطق شدد في الوقت نفسه على ان فرضية وقوف كوسولابوف وراء هذه الاعتداءات هي واحدة فقط من الفرضيات التي يجرى بحثها حالياً، مشيراً الى ان الاجهزة الامنية لم تتأكد بعد من صحتها في شكل كامل. الى ذلك، قتل عسكريان روسيان ومقاتل شيشاني امس، خلال مواجهات جرت في المناطق الجنوبية من الجمهورية الشيشانية. وقالت مصادر عسكرية ان منطقة فيدينو الجبلية شهدت تفجيراً اعقبه اطلاق نار كثيف استهدف دورية روسية. وقامت وحدات تابعة للحرس الرئاسي الشيشاني بتعقب المجموعة المهاجمة، ما اسفر عن قتل احد افرادها واعتقال شيشانيين آخرين.