لم أر أروع مما يعبّر عن تعاطف لاعبي المنتخب الوطني مع مدربهم ناصر الجوهر من انطلاق الكابتن ياسر القحطاني صوبه واحتضانه، بعد تسجيله الهدف الاول في مباراة اليمن، تهدئة لروعه بعد الحملة الشعواء، وسهام النقد التي اصابته في مقتل بعد مباراة قطر، التي كيلت له فيها التهم من كل حدب وصوب، بحسن أو سوء نية، حتى أوجس في نفسه خيفة، ولم يواجه الاعلام في المؤتمر الصحافي الذي اعقب المباراة، تحسباً لما سيلاقيه، خصوصاً أنه خرج للتو من المباراة وهو في قمة انفعالاته، ولم يكن بحاجة الى من يزيده لوماً وتقريعاً، ففضل ان يواجه الاعلام بعد أن تهدأ نفسه ليشرح وجهة نظره، ويدافع عن عمله وباستماتة. واظن ان الجوهر صار يشغله الاعلام كثيراً، فلا يدري هل يستمع لرواد الاستديوهات، الذين نصبوا أنفسهم خبراء ومحللين؟ أم يقرأ ما تسطره الصحف وما يؤثر به هؤلاء وهؤلاء في تأليب المسؤولين والجماهير عليه؟ فبدا غير واثق بنفسه وقدراته التدريبيه، ولم يشفع له تاريخه الطويل مدرباً في الهدوء في مواجهة عواصف النقد، وتفرغ للتبرير، وانشغل عن عمله بقضايا هامشية لا تقدم ولا تؤخر. فلو كان اداء المنتخب امام قطر مقنعاً، لألجم كل الافواه، ولكنه كان بلا هوية، ويلعب باجتهادات شخصية، ظفر خلالها بنقطة، ليس ضعفاً في قطر، حتى نعتقد انه صيد سهل، بل ثقة بان منتخبنا كان لديه افضل مما قدم، ولديه عناصر أعلى قدرة على قلب الموازين، ولكن لا نعلم ما الذي غيبهم، لذا تحتم علينا أن ننتقد المدرب ليس نقداً للتشفي، ولكن لاصلاح الحال. ومع اليمن وان جاءت النتيجة كبيرة وبستة مرسومة، الا اننا لمحنا فيها بوادر تقبل الجوهر للنقد البناء، بالتغييرات المثمرة وحسن توظيفها، وتكتيكياً باللعب السريع والكرات القصيرة، وهذا ما نادى به النقاد المنصفون الذين يشغلهم حال المنتخب، ويقلقهم تقلب المستوى وغياب الروح. وليس بعد، فهذه المباراة ليست مقياساً للحكم على الجوهر بالذكاء الخارق او للمنتخب بالقوة، فاليمن اعتبارياً هو الحلقة الاضعف في البطولة منذ مشاركته الاولى، وحتى لو فزنا بالعشرة، فذلك أمر منطفي قياساً بان هؤلاء اللاعبين الذين حملوا لواء المنتخب، ودافعوا عن شعاره هم نخبة النجوم، وعليهم نعوّل الكثير، فان أضاعوا كأس الخليج وهم الأميز والأمهر خليجياً، فهم الى ما بعدها أضيع. لذا اجلوا الثناء والمديح الى نهاية الدورة، ولا تعطوا الستة أكبر من حجمها. [email protected] نشر في العدد: 16717 ت.م: 10-01-2009 ص: 35 ط: الرياض