لو كنت مكان مدرب المنتخﺐ السعودي ناصر الجوهر، لما دخلت بطولة الخليج وفي نيتي تحقيق اللقﺐ؛ لأنه لقﺐ - في رﺃيي الشخصي - لن يضيف للمنتخﺐ الكثير، فيكفي ﺃن نعرف ﺃن هذه البطولة وغيرها من البطولات (الأخوية) مثل كأس العرب، تقبع في آخر اهتمامات وﺃولويات الاتحادات العربية، وتكون المشاركة فيها فقط من قبيل المجاملة التي مللنا منها ومن آثارها. نعم ﺃقول آثارها.. لأن البطولات (الأخوية) يجﺐ ﺃن تكرس مفهوم الأخوّة بشكله الصحيح، وليس كما يحدث في ﺃغلﺐ البطولات الخليجية التي تشهد صراعات وحروبا بين مسؤولي المنتخبات ووسائل الإعلام التي تصل ﺃحيانا للتراشق وكَيل التهم والسباب علنا. لذلك، آمل من المدرب الوطني النشِط ناصر الجوهر ﺃن يحرص على الاستفادة من هذه البطولة في زيادة معدل الانسجام بين لاعبي التشكيلة الأساسية، وﺃن تكون ميدانا لتجربة اللاعبين الجدد الذين لم يحصلوا على الفرصة الكافية في الفترة السابقة؛ من ﺃجل الاستعداد الأمثل لمواصلة رحلة التصفيات الآسيوية التي بدﺃ فيها المنتخﺐ متعثرا. ﺃما التركيز على تحقيق اللقﺐ والاستماتة من ﺃجل ذلك، فربما يفقد المنتخﺐ فرصة جيدة لكشف مواطن القوة والضعف، ومحاولة إصلاحها، ويجعل المسؤولين عنه -بما فيهم المدرب - تحت ضغط الإعلام الذي لا يرحم. لذا ﺃقول: "ريّ ح نفسك يا ناصر... وركز على التصفيات لأنها الأهم وهي المطلﺐ الحقيقي للجمهور والإعلام". ﺃخيرا، بقي ﺃن ﺃقول إن الحديث الأخير لناصر الجوهر، قبل التوجه إلى مسقط للمشاركة في (خليجي) 19، كان جميلا لصراحته وجرﺃته وتطرقه لمواضيع كثيرة تعد من المناطق الحساسة في جسد المنتخﺐ... نعم، كنا بحاجة لمثل هذه الصراحة التي افتقدناها ﺃخيرا، خصوصا فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للمنتخﺐ الذي فقد الكثير من هيبته في السنوات الأخيرة على الصعيد الآسيوي. محمد نور ومحمد الدعيع والنقد الإعلامي ومستوى المنتخﺐ وهويته التي يرى البعض ﺃنه بدﺃ يفتقدها وغيرها، كانت كلها مواضيع بحاجة لوقفة من المدير الفني للمنتخﺐ، وهذه الوقفة كان ﺃكثر المستفيدين منها هو ناصر الجوهر نفسه الذي عانى كثيرا من النقد الإعلامي في الآونة الأخيرة. فالمنتخﺐ الذي عرفه الناس بلقﺐ ﺃسد آسيا ﺃصبحت خطواته ثقيلة وغير واثقة، وهذه الأمور انعكست سلبا على الوسط الرياضي الذي ﺃصبح هو الآخر غير واثق من إمكانات المنتخﺐ الذي كلما ثبت على طريقة وتشكيلة معينة جاء التغيير سريعا وربما محبِطا.