ارتفع عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة نحو 2.58 مليون شخص العام الماضي، بينهم 584 الفاً في كانون الاول ديسمبر 2008، ما رفع نسبة البطالة الى 7.2 في المئة، هي الاعلى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية العام 1945، من اصل قوة عمل تُقدر ب107 ملايين شخص. واصبح عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة في حدود 11 مليونا. ومع اشتداد الركود والانكماش في الاقتصادات الغربية والدول الصناعية، التي تؤثر سلباً في الاقتصادات الناشئة توقعت معاهد الدراسات ومنظمة العمل الدولية ان يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم، المسجلين رسمياً في صفوف المستفيدين من التقديمات الاجتماعية، الى نحو 215 مليونا في نهاية السنة، بينهم 17 مليوناً في الاتحاد الاوروبي و12 مليوناً في منطقة اليورو و14 مليوناً في العالم العربي. وقالت وزارة العمل الاميركية ان معدل البطالة ارتفع الى 7.2 في المئة الشهر الماضي من 6.8 في المئة في تشرين الثاني نوفمبر. وعدلت الوزارة بيانات تشرين الثاني لتظهر انخفاضا أكبر قدره 584 ألفا في الوظائف بدلاً من التقدير الاولي البالغ 533 ألفا. كما عدلت الانخفاض في تشرين الاول أكتوبر الى 423 ألفا بدلاً من 320 ألفا. ومع هذه التعديلات بلغ اجمالي الانخفاض في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية خلال الشهور الاربعة الاخيرة من العام الماضي 1.9 مليون. وكان قطاع الخدمات الاكثر تأثراً بانخفاض الوظائف في الشهر الاخير من العام الماضي وبلغ الانخفاض فيه 273 ألف وظيفة. ولا يبدي المحللون تفاؤلاً بالسنة الجارية ويتوقعون ارتفاع البطالة الى ما يراوح بين 7.8 و8.2 في المئة، على رغم خطة الرئيس المنتخب باراك اوباما لحفز الاقتصاد، على ان تعاود سوق العمل تأسيس الوظائف الاضافية اعتباراً من مطلع السنة 2010، مع بدء عودة النشاط نسبياً الى الاقتصاد الاميركي، كما يتوقع"مجلس الاحتياط الفيديرالي"المركزي. وكانت منظمة العمل الدولية توقعت ارتفاع عدد العاطلين عن العمل الى 210 ملايين نهاية ال2009 الا ان ارتفاع وتيرة تسريح العمال وتباطؤ اقتصادات الدول الناشئة نتيجة انكماش اقتصادات الدول الصناعية سيضيف عدد العاطلين عن العمل نحو 5 ملايين. وكان"بنك انكلترا"ومكتب الاحصاءات وجمعيات المصارف ورجال الاعمال توقعوا ارتفاع حجم البطالة في بريطانيا الى حدود مليوني شخص في كانون الاول الماضي. ويتوقع ان يسجل 2.5 مليون شخص في نهاية السنة الجارية على ان تعاود السوق نشاط تأسيس وظائف جديدة مطلع السنة المقبلة. وفي اليابان، حيث تصل قوة العمل الى 64 مليون شخص من اصل 127 مليوناً، سترتفع نسبة البطالة الى حدود 4.5 في المئة السنة الجارية مع الحوافز الحكومية للشركات وخفض الضرائب. ويتوقع خبراء غربيون، كما تفيد وكالة"بلومبيرغ"، ان تواجه الصين صعوبات السنة الجارية في ايجاد فرص عمل لنحو 7 ملايين خريج جامعي او من المعاهد المتخصصة في حين قد يضطر ما يصل الى 20 مليونا الى مغادرة التجمعات والمدن الصناعية للعودة الى الريف في ضؤ تباطؤ النمو. في حين قد ترتفع البطالة في الهند الى نسبة 7 في المئة. وفي العالم العربي الذي يفتقد احصاءات موثقة، ستعاني الدول المصدرة للعمالة من عودة العاطلين عن العمل في منطقة الخليج، وتحديداً في دبي وقطاع الخدمات والعقار فيها، بعدما دخلت في مرحلة الانكماش مع الازمة المالية العالمية وتراجع اسعار النفط بنسبة 60 في المئة على مدى العام الماضي. وانعكست ارقام البطالة الاميركية سلباً امس على النفط والدولار اللذين تراجعا مقابل ارتفاع الذهب واليورو وحتى الاسترليني كما ادت الصورة القاتمة للاقتصاد الاميركي الى تراجع مؤشرات البورصات الاوروبية والاميركية. نشر في العدد: 16717 ت.م: 10-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: 215 مليون عاطل عن العمل في العالم بينهم 14 مليون عربي نهاية السنة