تتراجع البطالة في ألمانيا في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، في مقابل ارتفاعها تقليدياً في فصل الصيف. إلا أن تراجعها هذه السنة جاء أكبر من المعتاد «بفضل التطور الإيجابي في سوق العمل الذي يُتوقع أن يستمر» كما ذكر رئيس «الوكالة الاتحادية للعمل»، فرانك يورغن فايزه، تعقيباً على الأرقام التي أذاعتها وكالته عن الشهرين الماضيين. ففي تشرين الأول بلغ عدد العاطلين من العمل 2.649 مليون شخص، متراجعاً بنحو 59 ألفاً عن أيلول (سبتمبر)، و83 ألفاً عن الشهر ذاته من العام الماضي، وانخفض معدل البطالة بالتالي من 6,2 إلى 6 في المئة. وأعلنت الوكالة مطلع الشهر الجاري أن البطالة انخفضت في تشرين الثاني المنصرم إلى 2.633 مليون شخص، بتراجع 16 ألفاً عن الشهر السابق و84 ألفاً عن الشهر ذاته من السنة الماضية، وهو أدنى رقم يسجل منذ العام 1992. وسُجّل الحد الأقصى لتراجع البطالة في ألمانيا عام 1991. ولفت فايزه إلى أن اليد العاملة «واصلت ارتفاعها القوي بسبب توافر فرص العمل في البلاد، ما سمح لسوق العمل بالتطور إيجاباً مرة أخرى الشهر الماضي». وأفاد المكتب الاتحادي للإحصاء في فيسبادن بأن عدد الأيدي العاملة في البلاد ارتفع في تشرين الأول إلى 43.4 مليون، وهو أعلى رقم منذ الوحدة الألمانية عام 1990. وبقي معدل البطالة في ألمانيا على حاله، أي 6 في المئة. وكانت وكالة العمل الاتحادية أوضحت قبل ذلك أن النمو القوي للعمالة في البلاد «لن يتوقف بفضل الطلب المتزايد على اليد العاملة»، وأشارت إلى أن فرص العمل الشاغرة في الشركات في تشرين الأول ارتفع إلى 612 ألفاً، بزيادة تبلغ 95 ألفاً عن أيلول. وتابعت أن الشركات المعنية تفتش عن قوى عاملة في قطاعات أهمها المواصلات والخدمات والمعادن. وأفادت الوكالة بأن عدد العاطلين من العمل في غرب ألمانيا انخفض إلى 1,93 مليون، أي أقل ب49 ألفاً، أو 2 في المئة، فيما انخفضت البطالة في شرق ألمانيا إلى 719 ألفاً، أي أقل بعشرة آلاف شخص أو 1 في المئة. وأشار «المكتب الاتحادي للإحصاء» أخيراً إلى أن العدد الإجمالي للأيدي العاملة في القطاعين العام والخاص وصل في تشرين الأول إلى 43,3 مليون. ونبّه مراقبون إلى أن التطور الإيجابي في سوق العمل في ألمانيا يمكن أن يتغير في الأشهر المقبلة بسبب تدفق عدد كبير من اللاجئين إليها. وكانت وزيرة العمل الألمانية أندرياس نالس حذرت من الأمر قبل فترة، علماً أن لا مؤشر حتى الآن، كما يرى مراقبون، الى وجود علاقة بين اللاجئين وإمكان ارتفاع البطالة. وعلى العكس تماماً، توقع القطاع الخاص حصول زيادة نحو 200 ألف وظيفة جديدة خلال السنة المقبلة تبعاً لنتائج استطلاع أجراه اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية أخيراً مع ممثلي 25 ألف شركة ألمانية. وفي حين تشهد ألمانيا تراجعاً مستمراً في البطالة، لا يزال عدد العاطلين من العمل في الدول الأوروبية عالياً جداً. وأعلنت «وكالة الإحصاء الألمانية» (ستاتيستا) أن معدل البطالة الوسطي في دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين بلغ في أيلول الماضي 10,8 في المئة، أما في دول منطقة اليورو فبلغ 9,3 في المئة. ويعتمد مؤشر الوكالة على معايير مختلفة قليلاً عن معايير المؤشر الألماني لوكالة العمل، ما ينتج بعض الفروق في النتائج. وعلى أساس ذلك سجل معدل البطالة في ألمانيا 4.5 في المئة مقابل 5.3 في بريطانيا، و10.7 في فرنسا، و11.8 في إيطاليا، و12.3 في المئة في البرتغال. أما في إسبانيا فبلغ مؤشر البطالة 21.6 في المئة، واليونان 25 في المئة.