تستضيف مدينة صور جنوبلبنان اليوم المؤتمر الطارئ لاتحاد البرلمانيين العرب بدعوة من رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، وعلى جدول أعماله بند وحيد يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزة، والموقف الذي يترتب على البرلمانات العربية لوقف المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في القطاع. وقالت مصادر نيابية ل"الحياة"إن بري دعا الى المؤتمر ايضاً اعضاء الحكومة اللبنانية والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى لبنان، وأن للمؤتمر هدفاً رمزياً باعتبار ان الجنوب على تماس مباشر مع القضية الفلسطينية من جهة، وأن لبنان شهد إجماعاً على دعم غزة تجلى في المسيرات والاعتصامات، وفي وحدة الموقف الفلسطيني على ارضه. ولفتت المصادر نفسها إلى أن البرلمانيين العرب سيتخذون في نهاية أعمال المؤتمر التي تختتم عصر اليوم، موقفاً داعماً لغزة ومندداً بالعدوان الاسرائيلي، ومناشداً المجتمع الدولي التحرك لوقف الإجرام الاسرائيلي ومجازر الابادة التي يرتكبها في القطاع. ووفق المعلومات الرسمية اللبنانية، تشارك في المؤتمر 18 دولة هي: لبنان، العراق، سورية، مصر، المملكة العربية السعودية، قطر، السودان، الكويت، فلسطين، الاردن، الجزائر، المغرب، تونس، اليمن، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان وموريتانيا، إضافة إلى رؤساء المجالس والحكومات اللبنانية السابقين والوزراء وأعضاء المجلس النيابي وسفراء الدول العربية والاسلامية في لبنان. وكان الأمين العام للاتحاد نور الدين بوشكوج وصل أول من أمس الى بيروت، بينما توالى وصول الوفود البرلمانية، على أن يتوجه المشاركون صباح اليوم إلى صور. وقال رئيس المجلس الوطني السوداني أحمد ابراهيم الطاهر، لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري في بيروت:"أتينا وقلوبنا تتمزق على الأخوة الفلسطينيين في غزة، خصوصاً ان الضربات الجوية الاسرائيلية تتوالى تحت بصر العالم كله، مستهدفة الابرياء، وهذا ما يدفع الجميع الى ضرورة فعل أي شيء لإيقاف هذا الهجوم الوحشي". ورجح أن يكون المؤتمر"خطوة لتحريك الوضع في الدول العربية لمزيد من التناصر حول هذه القضية ولحض العالم للضغط على اسرائيل لوقف هذه المجازر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة. فليس هناك في العالم اليوم قضية أعجل من القضية الفلسطينية". ورأى أن"هناك عدم مبالاة من بعض الدول العربية وبطئاً في التفاعل مع هذه القضية، وفي المقابل هناك فورة جماهيرية كبيرة جداً في العالم العربي ينبغي ان تدفع بالحكام العرب الى مزيد من التضامن في ما بينهم لوحدة قرار يكون في الحقيقة بلسمة لحل القضية في فلسطين". لقاءات والتقى بري أمس في المصيلح النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية، في حضور عدد من النواب العراقيين يمثلون مختلف الكتل النيابية العراقية والقائم بالأعمال في السفارة العراقية في بيروت منهل الصافي. وأوضح العطية بعد اللقاء أن"الهدف من المؤتر بحث سبل مواجهة هذا العدوان وتوحيد الصف العربي والصف الفلسطيني من اجل استعادة حقوقه وصد العدوان الاسرائيلي الوحشي الذي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني في غزة". وقال:"أبلغنا الرئيس بري ان جميع ممثلي البرلمانات العربية سيحضرون هذا الاجتماع، الذي سيعقد في مدينة صور والتي تمثل رمزية واضحة في مواجهة العدوان الاسرائيلي في تموز 2006، اضافة الى الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليها وعلى الجنوب، ولهذا يأتي عقد هذا الاجتماع في هذا المكان لإعطاء رسالة مقاومة ومواجهة لعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وكل الشعب اللبناني". وقال رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي في المطار إن"الحال في غزة سيئة لدرجة تستدعي هذا الاجتماع الذي كنا نتمنى أن يلتئم قبل ذلك". وأكد أن"للبرلمانيين دوراً كبيراً في الضغط على العالم، وبخاصة لجهة علاقاتهم مع البرلمانات الأوروبية والدولية"، مشدداً على"ضرورة توزيع الأدوار بين البرلمانيين العرب للقيام بالأهداف المطلوبة وفي وقف العدوان وإنهاء الحصار ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي يعاني معاناة كبيرة في قطاع غزة". وقال المجالي:"ان الشعب الأردني والحكومة الأردنية والملك يقومون بحملة هائلة من الدعم إضافة الى الضغط السياسي لوقف العدوان". لاريجاني إلى ذلك، ذكرت وكالة"ارنا"الايرانية أن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أكد في اتصالين هاتفيين مع بري ونظيره السوري محمود الابرش،"ضرورة وقوف البلدان الاسلامية أمام العدوان الصهيوني على قطاع غزة"، مشيرة الى ان"لاريجاني وصف في هذين الاتصالين ما يجرى في غزة بأنه امر مؤسف للغاية وقد آلم كثيراً محبي الشعب الفلسطيني". وأوضح لاريجاني ان"التاريخ سيسجل هذه الممارسات الوحشية للكيان الصهيونيي ضد أهالي غزة العزّل"، مشدداً على ان"التاريخ قلّما شهد مثل هذه الجرائم". وأعرب عن ثقته بأن"النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني في النهاية"، مشيداً ب"الموقف الشجاع لبرلماني لبنان وسورية إزاء المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في غزة". وشدد على"ضرورة مواصلة التشاور من اجل اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف العدوان الهمجي ضد أبناء غزة". وأشارت الوكالة الى أن لاريجاني بحث مع نظيريه عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لاتحاد البرلمانات الاسلامية. نشر في العدد: 16708 ت.م: 01-01-2009 ص: 13 ط: الرياض