أعرب العاهل الأردني عبد الله الثاني عن تأييده وتشجيعه للحوار الوطني اللبناني الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 2 آذار مارس المقبل في مجلس النواب. وكان بري التقى أمس، في إطار زيارته للأردن لترؤس المؤتمر الثاني عشر للاتحاد البرلماني العربي، الملك عبد الله الثاني في حضور رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي في قصر الحمر، ودار الحديث حول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية. وبعد اللقاء أكد بري انه عرض مع الملك الأردني"هموم الأمة والتشظيات العراقية والقضايا المتعلقة بظلم الشعب الفلسطيني والأخطار التي هي تقريباً واحدة في ما يتعلق بالأردن وفي ما يتعلق بلبنان". وقال بري:"كانت فرصة من جهتي أن أعرض الوضع اللبناني والحوار المزمع عقده في لبنان، وكان الملك فعلاً مشجعاً، واتفقنا على استمرار الاتصالات في ما يعود لمصلحة البلدين". وكان الحوار الوطني الذي دعا إليه بري موضع ترحيب وتأييد من رؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية الذين عقد مع عدد منهم لقاءات على هامش المؤتمر. ومن المنتظر أن يصدر عن البرلمانيين العرب، في البيان الختامي للمؤتمر، تأييد واضح لهذا الحوار ودعمه. وكان الاتحاد افتتح أمس أعمال الدورة ال 47 لمجلسه برئاسة بري في قصر المؤتمرات في البحر الميت، على أن يفتتح اليوم أعمال مؤتمره الثاني عشر. وفي مستهل الجلسة أكد بري أن"الإصلاح والتصحيح والتغيير ليست مهمة الآخرين على أرضنا، وبمعنى أوضح ليست مهمة إمبريالية"، لافتاً الى أن الاتحاد يتطلع الى أن تسهم"المداولات والقرارات في تعزيز التضامن العربي، وتوحيد الكلمة بين جميع أقطارنا وتفعيل دور الاتحاد في جميع المجالات". وقال بري:"نحن البرلمانيين جلنا لا نملك في أقطارنا ولا يملك هذا الاتحاد ولا البرلمان العربي وسائل الضغط على مختلف أنماط السلطات في الوطن العربي". وتمنى تشكيل لجنة برلمانية مع الرئاسة تكون مهمتها متابعة تنفيذ القرارات وبحثها. وأضاف:"إن دور الاتحاد ورئاسته يجب أن يكونا أساس العمل لزيادة مساحة الديموقراطية في الأقطار العربية وعلى مستوى الأمة، إضافة الى تحديث التشريعات والنشاط بديبلوماسية برلمانية نحن بأمس الحاجة إليها، خصوصاً أمام عجز الحكام عند ضرورات الحكام أمام الدول الكبرى. وتمنى بري على مجلس الاتحاد أن يركز بصفة أساسية خلال دورته المقبلة على"دعم الحوار اللبناني الذي سينعقد تحت قبة البرلمان اللبناني وتحت سقف اتفاق الطائف حول القضايا المستجدة والتحديات المفروضة على لبنان والتي تتلخص في كشف الحقيقة واستتباعاتها في الجريمة التي ارتكبت ضد لبنان باغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والقرار الدولي رقم 1559 واستتباعاته، والعلاقات اللبنانية - السورية"، كما تمنى"القيام بحماية برلمانية عربية ذات طابعين عام وخاص تتناول: أ- قضية تسعة آلاف وثلاثمئة معتقل فلسطيني، والمعتقلين اللبنانيين والسوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ب- قضية الخمسة عشر عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد المعتقلين ومازالوا في السجون الإسرائيلية". ودعا بري الاتحاد البرلماني العربي الى"اتخاذ المبادرة لدعم المجلس الوطني العراقي المنتخب من اجل تمكينه من صناعة حكومة وطنية تتولى بناء الأمن في العراق وطنياً بعيداً من سياسات الاحتلال الهادفة لضرب وحدة العراق". كما أكد رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي التضامن العربي ودور البرلمانيين في تعزيز هذا التضامن. وكان بري ترأس مساء أول من أمس اجتماعاً مطولاً لرؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية.