شكل لبنان خلية عمل بالتعاون مع الفصائيل الفلسطينية من أجل تقديم الإغاثة إلى قطاع غزة، بينما دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري رؤساء البرلمانات العربية إلى اجتماع طارئ في جنوبلبنان. وألتقى كل من بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وفداً مشتركاً من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ممثلها في لبنان عباس زكي، ومن الفصائل الفلسطينية ضم ممثل حركة"حماس"في لبنان أسامة حمدان. وكان السنيورة دعا ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع في السراي، حضره الوزراء فوزي صلوخ، خالد قباني، محمد جواد خليفة، نسيب لحود، ابراهيم شمس الدين ورئيس لجنة الحوار اللبناني ? الفلسطيني السفير خليل مكاوي، والمستشار الأمني للسنيورة العميد غسان بلعة. وأفاد بيان عن مكتب السنيورة أن"الاجتماع تركز على بحث كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي وما هي الوسائل التي يمكن اعتمادها لدعم المواطنين الفلسطينيين الذين يتعرضون لأشرس هجمة إسرائيلية وأكثرها دموية، وكيفية تأمين المساعدات العاجلة لسكان غزة". وشدد السنيورة على"أهمية وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة هذا العدوان ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان وهذه المجازر التي ترتكب في حقه". وشكلت خلال الاجتماع خلية عمل بين الحكومة اللبنانيةوالفلسطينيين لتقديم الإغاثة للفلسطينيين في غزة. وتضم عن الجانب الفلسطيني زكي وحمدان، وعن الجانب اللبناني خليفة. وستعمل الخلية بالتعاون مع لجنة الحوار اللبناني ? الفلسطيني وسيكون مقرها السراي الكبيرة، على ان تتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية واللبنانية والأونروا والصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني لإيصال المساعدات الى قطاع غزة. وأكد زكي بعد الاجتماع"وحدة الموقف الفلسطيني تجاه الوضع الاستثنائي المستجد بالغارات الجوية والهجمات الواسعة النطاق على غزة". وأضاف:"كان هناك توافق في وجهات النظر حول هذه المعركة وأهداف اسرائيل، وكيفية المواجهة ووحدة الموقف الفلسطيني ? اللبناني على الصعيدين الرسمي والشعبي"، ناقلاً عن السنيورة استعداده ل"مواصلة الاتصالات مع صانعي القرار دولياً وعربياً وأيضاً أي مساعدات تقتضي إرسالها الى غزة وفوراً وفق هيئات ومنظمات دولية، وستكون المساعدات من الجانبين الرسمي والمجتمع المدني اللبناني، والمطلوب كيفية تأمين دخولها وأن تصل في وقت لا تفقد صلاحيتها خصوصاً في مجال الأدوية". وأضاف:"عبّرنا عن ارتياحنا لهذا الموقف اللبناني وتمنينا ان تتكثف الجهود لرفع منسوب التضامن العربي لأن ما يجرى في غزة جريمة نكراء تستدعي من كل العرب والمؤمنين بالسلام في العالم ان يدعموا غزة في مواجهة هذا العدوان الآثم". واعتبر زكي أن"الأولوية الآن ليست للسياسة، بل أن نضع حداً لهذا الوحش الكاسر الذي يمارس كل الجرائم". وعن الانتقاد الذي يوجه الى بعض الدول العربية، قال:"العربي لا يهاجم العربي إلا من باب الحمية ونحن نتمنى ان لا يبقى الشعب الفلسطيني من دون ظهير، خصوصاً أن الإمكانات هي من المحيط الى الخليج، قادرة على إنهاء كل الوجود الإسرائيلي وعلى الأقل وضع حد للغطرسة". وقال حمدان:"في الحقيقة أنا أفهم منطق أن يقول طرف إنه غير مستعد للمساعدة وأن يطلبه من غيره، نحن نطلب دعماً من كل من يمكن ان يناصر القضية الفلسطينية، هذه مسألة واضحة، نحن لم نعف أحداً من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، ومن يحاول ان يعفي نفسه هذا شأنه". وأضاف:"هذه قضية فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية... وأرجو أن لا يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بالحسابات المحلية اللبنانية، نتمنى ان نرتفع جميعاً فوق هذا السقف، ونحن كفلسطينيين ننظر الى قضيتنا بهذا الحجم وبهذا الاتساع ونرى ان مسؤولية الجميع تقديم الدعم للشعب وللقضية الفلسطينية". على صعيد آخر، تلقى السنيورة اتصالاً من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، تناولا خلاله العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان تشديد على"الدور الذي يمكن ان تلعبه الولاياتالمتحدة الأميركية في إيقاف حمام الدم في قطاع غزة، وضرورة وقف فوري لإطلاق النار"، بحسب بيان مكتب السنيورة. عند بري ثم انتقل الوفد الفلسطيني إلى عين التينة حيث اجتمع مع بري في حضور النائب علي بزي ورئيس المكتب السياسي لحركة"أمل"جميل حايك وأعضاء المكتب السياسي: بلال شرارة، محمد جباري، ومحمد خواجة. وقال حمدان بعد اللقاء إن الوفد أكد أن"الشعب الفلسطيني يقف موحداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويقف موحداً متجاوزاً كثيراً من التباينات والخلافات وموحداً لينتصر وليس موحداً فقط ليتلقى الضربات". وأشار إلى أن بري أطلعهم على الجهود والاتصالات التي يقوم بها"من أجل الانتصار لغزة ووقف العدوان الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني على الصعيد العربي كدعوته للاتحاد البرلماني العربي للانعقاد هنا في لبنان حيث انتصرت المقاومة لتكون رسالة للجميع ان لبنان المقاوم ما زال ينتصر للمقاومة في فلسطين، واتصالات مع عدد من البرلمانيين على المستوى الدولي والأوروبي من أجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي والجريمة البشعة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني". وقال حمدان:"مع تثميننا لهذا الجهد الذي يقوم به الرئيس بري نأمل بأن يكون هذا نموذجاً يتحرك من خلاله أيضاً البرلمانيون العرب ورؤساء البرلمانات العربية وأن يكون هذا عنواناً لوحدة موقف رسمي وشعبي لوقف العدوان وإنهاء الحصار على الشعب الفلسطيني وأيضاً فتح صفحة جديدة لمصلحة القضية والشعب الفلسطيني على المستوى العربي". وقال زكي:"نحن في لبنان مارسنا كيف يمكن أن يكون وأن يليق بالعمل الفلسطيني في ظل تحديات كبرى وأيضاً نسعى الى أن يكون هناك تكامل لبناني - فلسطيني رسمي وشعبي لأن لبنان دائماً العين الساهرة على فلسطين لما هناك من علاقات تاريخية وروابط بيننا، ما يفرض علينا أن نكون على المستوى نفسه في هذه المعركة". ونقل عن بري تأكيده أن"فلسطين هي القضية المركزية في النضال العربي وبهذا التوجه أعطى تعليماته وأيضاً اتصالاته عربياً ودولياً لتحقيق ما يسمى بمعجزة أن العرب واللبنانيين على وجه الخصوص بمختلف انتماءاتهم موحدون على ردع هذا العدوان والانتصار لفلسطين ووقف هذه الاجتياحات والتهديدات عن غزة".