قال السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي إن الاتفاق الأمني المزمع توقيعه قريباً بين العراقوالولاياتالمتحدة"شأن عراقي ولا يثير قلق طهران"، لافتاً الى ان"ايران قادرة على الدفاع عن نفسها ازاء المخاطر التي قد تواجهها". وقال قمي في مقابلة مع وكالة"رويترز"إن"الاتفاق العراقي الاميركي موضوع عراقي بحت. والعراقيون يعرفون كيف يفكرون بمصالحهم الوطنية". واضاف:"عندما نقول إن هذا موضوعا عراقيا، فإن العراق فيه حكومة واحزاب ومرجعية دينية وبرلمان، وكل من هذه الاطراف لديه رؤيته الخاصة به بالنسبة الى هذا الاتفاق ويجب الأخذ بها". وكانت طهران عبرت عن معارضتها لأي اتفاق امني بين بغدادوواشنطن قد يضع الاساس لوجود اميركي بعيد المدى في العراق. وتتفاوض الحكومة العراقية مع الادارة الاميركية حاليا من اجل التوصل الى اتفاق امني يضفي شرعية على الوجود الاجنبي في العراق بعد نهاية العام الحالي حين ينتهي تفويض الاممالمتحدة الممنوح لهذه القوات. ونفى قمي ان يكون الاتفاق المزمع مصدر قلق او خوف لايران وقال:"بالنسبة لنا في الجمهورية الاسلامية ليس لدينا اي قلق ازاء هذا الاتفاق". واضاف ان"ايران قادرة على الدفاع عن نفسها". ولفت الى ان"الأمر المهم في هذا الاتفاق هو انه يجب مراعاة مصلحة الشعب العراقي. ونعتقد ان اي اتفاق لا يأخذ بنظر الاعتبار استقلال هذا الوطن وسيادته فإن الشعب العراقي سيرفضه، ولن يقبل وجود قوات محتلة على ارضه". وكانت العلاقات الديبلوماسية بين ايرانوالولاياتالمتحدة قطعت بعد الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. وساءت العلاقة بين البلدين في السنوات الماضية بعد اتهام واشنطنلايران بالسعي لامتلاك اسلحة نووية وهي اتهامات نفتها طهران مراراً. وتصف الولاياتالمتحدةايران بأنها احدى دول محور الشر بينما تصف طهران أميركا بالشيطان الاكبر. وقال قمي:"نعتقد ان وجود قوات محتلة في العراق لن يكون في مصلحة هذه القوات ولا مصلحة الشعب العراقي". واضاف:"نحن مطمئنون الى ان ارادة قادة هذه الحكومة العراقية هي ايجاد علاقات جيدة مع دول الجوار، وخصوصاً ايران. ولهذا لا يوجد لدينا اي خوف او قلق جدي من الاتفاق". وتابع انه على الحكومة العراقية ان تقوم بواجبها في فرض الامن في العراق"لا ان تنتظر من الغير ان يأتي من الخارج ويفرض الامن. فهذا خطأ". وأضاف ان"دول الجوار يمكنها مساعدة الحكومة العراقية في هذا الشأن". ويتهم الجيش الاميركي ومسؤولون عراقيون ايران بالعمل على تقويض الامن في العراق. ويوجه الجيش الاميركي اتهامات لايران بالعمل على تدريب وتسليح وتمويل ميليشيات وفرق موت تعمل في هذا البلد. ونفى قمي هذه الاتهامات وقال"ان عدم استتباب الامن ليس من مصلحة ايران... ونحن نعلم ان عملية استتباب الامن في المنطقة تتعلق باستتباب الامن في العراق"، لافتاً الى"ان عدم استتباب الامن في العراق معناه ان هذا البلد سيتحول الى قاعدة للارهاب... اضافة الى ان هذا سيكون ذريعة لاستمرار الوجود الاجنبي في العراق... وهذا ليس في مصلحتنا". ووصف قمي الاتهامات الأميركية بأنها"سياسية"وقال في اشارة الى الجيش الاميركي"هم يحاولون بهذه التهم التغطية على سياستهم الخاطئة التي يرتكبونها في العراق". وتابع:"اضافة الى ذلك فلا توجد اية ادلة او وثائق تثبت هذه الادعاءات". يذكر ان الولاياتالمتحدةوايران عقدت 4 جولات من المباحثات في بغداد بشأن مساعدة السلطات العراقية على بسط الامن في البلاد.