بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعد ظهر أمس زيارة للجزائر، محطتها الثالثة في جولتها في شمال أفريقيا والتي قادتها إلى ليبيا وتونس وتختتمها في المغرب المفترض أن تكون وصلت إليه ليل أمس. وفي حين يُتوقع أن تركّز محادثاتها في الجزائر والمغرب على قضايا مرتبطة ب"الحرب ضد الإرهاب"ونزاع الصحراء الغربية، فإن زيارتها لتونس تناولت أيضاً مواضيع الإصلاحات وحقوق الإنسان، في حين لم يمنع ظهور خلافات بينها وبين الليبيين من الإعلان عن فتح"صفحة جديدة"في العلاقات. واستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رايس بعد ظهر أمس، مباشرة بعد وصولها من تونس. وبثت الإذاعة الجزائرية أن المحادثات ستتناول خصوصاً مكافحة الإرهاب ومستقبل الصحراء الغربية وتعزيز الراوبط الاقتصادية بين الولاياتالمتحدةوالجزائر. وفي الرباط، وصف مسؤول مغربي العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة بأنها تجتاز فترة تفاهم وانسجام لا يعكّرها أي خلاف. وقال المسؤول عشية زيارة الوزيرة رايس والمتوقع أن تكون بدأت مساء، إن هذه العلاقات عرفت تحسناً ملحوظاً على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فقد أصبح المغرب حليفاً استراتيجياً لبلدان حلف"الناتو"، كما أبرم البلدان اتفاقاً للتجارة الحرة يُعتبر الأهم من نوعه مع بلدان المنطقة المغاربية. وتحدث المسؤول المغربي عن تفاصيل تطور الموقف الأميركي من قضية الصحراء، والذي شمل مبادرة للإفراج عن الأسرى المغاربة لدى جبهة"بوليساريو"في الجزائر، ثم الدعوة إلى بلورة حل سياسي بديل، وصولاً إلى إعلان الرئيس بوش دعماً صريحاً لاقتراح المغرب منح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً. وتقول مصادر متطابقة إن واشنطن ألمحت إلى أنها لا ترغب ولا تقبل في حدوث تغييرات في خرائط دول المنطقة. وكان وزير الاتصال الإعلام المغربي خالد الناصري أكد أن المغرب"يراهن على تبصّر الولاياتالمتحدة لمعالجة ملف الصحراء"، مؤكداً أن مواقف الإدارة الأميركية لدى تعاطي مجلس الأمن مع هذا الملف"أبانت أنها تدرك تماماً كافة معطيات الملف، وهي على وعي تام بأن هناك طرفين لا يتعاملان بالمنطق الإيجابي نفسه، وإن هناك طرفاً واحداً لا ثاني له، وهو المغرب، لديه القدرة والشجاعة ليقدّم مقاربات جديدة للحل". وقبل وصولها إلى الجزائر، أجرت رايس محادثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وقالت للصحافيين:"بحثنا في شؤون داخلية هنا في تونس وفي وتيرة الإصلاحات". وأضافت:"إننا أصدقاء ويمكننا بهذه الصفة أن نجري محادثات جيدة ومكثفة حول مسائل تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية. وهكذا جرت الأمور". وحضت رايس تونس على تسريع نسق الإصلاحات السياسية ونصحتها بلعب دور أكبر في إنعاش الاتحاد المغاربي. واستأثرت قضايا مكافحة الإرهاب وتنسيق الجهود في المنطقة لمجابهة"تنظيم القاعدة ببلاد الغرب الإسلامي"بقسم رئيسي من المحادثات. كذلك تطرقت رايس وبن علي إلى مسار الإصلاح في تونس وثمنت الوزيرة الأميركية تسريع نسق الإصلاحات السياسية في البلد وعلقت بقولها"نحن أصدقاء ومن الطبيعي أن تكون هناك مناقشات مُعمقة بيننا للقضايا الداخلية والخارجية". وكانت رايس أ ف ب، رويترز وصلت ليل الجمعة - السبت الى تونس آتية من طرابلس حيث أجرت لقاء غير مسبوق مع الزعيم الليبي معمر القذافي. وعلى رغم الطابع البالغ الرمزية للزيارة التاريخية لرايس، أول وزير خارجية أميركي يزور ليبيا منذ 55 عاماً، فإن الخلافات بين طرابلسوواشنطن كانت ظاهرة. فقد جدد الزعيم الليبي معارضته للقيادة العسكرية الأميركية في افريقيا أفريكوم. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن القذافي"حذّر ... من أي وجود عسكري أميركي مباشر في القارة"، وأكد"أن الأفارقة سينظرون إلى هذا الوجود العسكري الأميركي على أنه استعمار وسيرفضونه". وحين تم التطرق إلى ملف حقوق الإنسان الحساس خلال مؤتمر صحافي مع رايس، قال شلقم رداً على سؤال عن المعارض الليبي فتحي الجهمي 66 عاماً:"نرفض أن يمارس علينا أي أحد ضغوطاً أو يعطينا درساً في ما يتعلق بحقوق مواطنينا". وقال إن"العالم قد تغير. ووجود رايس في طرابلس والمحادثات التي اجريناها ومضمون هذه المحادثات دليل على أن ليبيا قد تغيرت وأن الولاياتالمتحدة قد تغيرت". وأضاف أن"ساعة المواجهة قد ولّت". وأوضح"يمكن أن تكون ثمة خلافات في وجهات النظر لكن ذلك لا يؤثر على العلاقات بين البلدين". من جهتها، كشفت رايس ان الليبيين قرروا"المضي قدماً بطريقة ايجابية.