اضطرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي وصلت بعد ظهر السبت الى الجزائر الى تغيير برنامج زيارتها لقبول دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لها على مائدة افطار رمضانية كما صرحت مصادر اميركية لفرانس برس. وقال دبلوماسي في السفارة الاميركية في الجزائر ان رايس قبلت هذه الدعوة في اللحظة الاخيرة ما ادى الى تغيير برنامج زيارتها القصيرة للجزائر المحدد بدقة الذي يشمل مباحثات مع الرئيس بوتفليقة ثم مع وزير خارجيته مراد مدلسي وزيارة السفارة الاميركية ثم مؤتمر صحافي. فقد الغي المؤتمر الصحافي المشترك لرايس ومدلسي الذي كان مقررا عقده حوالي الساعة 18.00كما تأخرت مغادرة الوزيرة للجزائر حتى تتمكن من تلبية هذه الدعوة. إلى ذلك اجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السبت مباحثات رايس التي تقوم بزيارة لتونس ثاني محطة لها في جولة مغاربية بدأتها الجمعة في ليبيا، على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس. وذكر في محيط رايس ان المباحثات التي جرت في القصر الرئاسي بقرطاج غير بعيد عن مقر اقامة رايس في قصر قبالة البحر شمال العاصمة التونسية الخاضع لحراسة مشددة، التعاون في مجال مكافحة الارهاب وحقوق الانسان. وكانت رايس وصلت ليل الجمعة إلى السبت إلى تونس آتية من طرابلس حيث اجرت لقاء غير مسبوق مع الزعيم الليبي معمر القذافي ومباحثات مع نظيرها الليبي عبدالرحمن شلقم. وكانت ليبيا اكدت لدى استقبالها الجمعة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع واشنطن بيد انها حرصت على ابراز رفضها الخضوع لأي ضغوط. ورغم الطابع البالغ الرمزية للزيارة التاريخية لرايس اول وزير خارجية اميركي يزور هذه الدولة الغنية بالنفط منذ 55عاما، فان الخلافات بين طرابلسوواشنطن كانت ظاهرة. فقد جدد الزعيم الليبي معمر القذافي معارضته للقيادة العسكرية الاميركية في إفريقيا (أفريكوم) التي تسعى واشنطن لاقامتها في القارة الافريقية بهدف تكثيف مكافحة الارهاب، كما يقول الاميركيون. وقالت وكالة الانباء الليبية ان القذافي "حذر (..) من اي وجود عسكري امريكي مباشر في القارة". واكد "ان الأفارقة سينظرون إلى هذا الوجود العسكري الأمريكي ، بأنه استعمار وسيرفضونه"، بحسب المصدر ذاته. وبعد عقود من العلاقات المتوترة اعلن القذافي الذي كان اعلانه في 2003تخليه عن السعي لحيازة اسلحة الدمار الشامل اتاح كسر عزلته الدولية، قبل ايام ان "ملف الخلاف بين الولاياتالمتحدةالامريكية وليبيا اقفل نهائيا". بيد انه حرص على الاضافة "ونحن لا نطمع في صداقة امريكا ولا في عداوتها، فقط يتركوننا في حالنا والمهم ان العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا ارهاب". وحين تم التطرق إلى ملف حقوق الانسان الحساس خلال مؤتمر صحافي مع رايس، قال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم "نرفض أن يمارس علينا اي احد ضغوطا أو يعطينا درسا في ما يتعلق بحقوق مواطنينا".