أكد رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد رفض بلاده أي تدخل عسكري في ليبيا، وقال في ختام زيارته إلى المغرب مساء أول من أمس، إن التدخل في حالة وقوعه «سيساهم في خلق المزيد من المشاكل» موضحاً أن الوضع الداخلي في هذا البلد الجار «شأن يهم الليبيين»، وعلى الدول الصديقة أن تساعد في التوصل إلى «تسوية الخلافات القائمة» وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء. وقال الصيد إن «الشأن الليبي هو شأن ليبي - ليبي، وكل تدخل في الشأن الليبي غلط، وتونس لم تتدخل في الشأن الليبي وكان موقفها واضح منذ اليوم الأول أي منذ 2011، فالموضوع يخص الشعب المعني بالأمر وهو الذي عليه أن يأخذ القرارات اللازمة لحل مشاكله». وأوضح أن «تونس فتحت أبوابها وقبلت ما لا يقل من مليوني نازح من ليبيا وتحملت كل الأعباء. وتونس هي البلد الوحيد الذي ترك أبوابه مفتوحة أمام الليبيين سواء الذين كانوا مع النظام أو الذين كانوا ضده». وشدد رئيس الوزراء التونسي من ناحية ثانية على «التعاون الوثيق» القائم بين بلاده وكل من المغرب والجزائر في مجال محاربة الإرهاب. وأضاف أن «التعاون بين المغرب وتونس في مقاومة الإرهاب أساسي وخلال لقائي مع أخي رئيس الحكومة المغربية تدارسنا طرق تدعيم التعاون في ميدان مقاومة الإرهاب». وأوضح أن هناك «تبادلاً للمعلومات وتركيزاً على بعض العناصر التي تشكل خطراً على المغرب وتونس»، مضيفاً أن «الأمر يتطلب دعماً أكثر». وشدد الصيد الذي أجرى محادثات مع نظيره المغربي عبد الإله بن كيران حول كلفة تعثر بناء الاتحاد المغاربي التي قال إنها أفقدت بلدان المنطقة فرص رفع نسبة النمو والتكامل. ورأى الصيد أن الخيار المغاربي «مطمح كل الشعوب وحلم كل الدول»، داعياً إلى «تجسيد روح هذا التكتل الإقليمي الذي يواجه صعوبات كثيرة»، في مقدمها استمرار الخلاف المغربي - الجزائري حول قضايا إقليمية وثنائية. وأكد أن عدم حل ملف الصحراء يُعد ضمن أسباب «عدم الاستقرار في منطقتي الساحل والصحراء». ورأى أن الحل يجب أن يتم ضمن إطار جهود الأممالمتحدة. ودعا بن كيران إلى دعم حكومة الصيد و «تجاوز الخلافات لمصلحة الشعب التونسي». وقال: «يجب على سلطات المغرب وتونس العمل لتسهيل أمور المواطنين». وأوضحت مصادر مغربية أن المحادثات عرضت كذلك إلى سبل تفعيل الاتحاد المغاربي وتفعيل العلاقات بين بلدان الشمال الإفريقي ونظيراتها الأوروبية على الضفة الشمالية للبحر المتوسط. وكان ملك المغرب محمد السادس أول قائد مغاربي يزور تونس بعد ثورة الياسمين التي أطاحت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.