أعلن القصر الرئاسي التركي رسمياً عن زيارة الرئيس عبدالله غل ارمينيا السبت المقبل، تلبية لدعوة الرئيس الارميني سيرج سركيسيان، لحضور مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين ضمن تصفيات كأس العالم 2010. وسيجري غل محادثات مع سركيسيان لمدة ساعة قبل المباراة، خلال الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركي الى ارمينيا منذ استقلالها عام 1990. وتعد انقرة في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال ارمينيا، لكنها قطعت علاقاتها معها وأغلقت حدودها مع يريفان على خلفية الحرب الأذرية - الارمينية والصراع على اقليم ناغورنو قره باخ الخاضع حالياً للسيطرة الأرمينية. ومن المتوقع ان يتناول الرئيسان ثلاثة مواضيع، على رأسها مستقبل العلاقات بين البلدين والطرح التركي بإنشاء لجنة مشتركة للبحث في قضية مذابح الارمن من أجل تجاوزها، وكذلك الوضع في القوقاز واقتراح تركيا إنشاء منتدى للتعاون والامن في المنطقة، يضم ارمينياوتركيا وروسيا وأذربيجان وجورجيا. كما سيبحث الزعيمان ملف الخلاف الارميني - الأذري حيال ناغورنو قره باخ. وذكر مصدر مطلع في الخارجية التركية ل"الحياة"، ان زيارة غل تعد خطوة استراتيجية من جانب تركيا وهدفها ليس المجاملة، لافتاً إلى وجوب عدم رفع سقف التوقعات، بسبب عمق الخلافات بين الطرفين. في المقابل أعلنت المعارضة التركية رفضها زيارة غل ارمينيا، واعتبرتها خطوة غير مسؤولة وتخطياً لقرارات البرلمان الذي اتخذ القرار بالإجماع بقطع العلاقات مع ارمينيا قبل 15 عاماً. وأكد حزبا الحركة القومية والشعب الجمهوري انه قد تكون لهذه الزيارة عواقب سيئة على سمعة تركيا وموقفها، كما انها ستضر بالعلاقات التركية - الأذرية. في المقابل، أشارت وسائل إعلام تركية ان غالبية الرأي العام التركي تؤيد زيارة غل ارمينيا وتطوير العلاقات، شرط اسقاط موضوع المذابح من الاجندة الارمنية. ولفت انتباه المسؤولين الاتراك تغيير اتحاد كرة القدم الارميني شعاره قبل المباراة المنتظرة مع تركيا وحذف صورة جبل ارارات جبل اغري بالتركية واستبداله بشعار لنسر وأسد، وكان لذلك اثر ايجابي لدى الجانب التركي الذي نقل مراسلوه الموجودين في ارمينيا دعماً شعبياً ارمنياً لزيارة غل.