على عكس ما كان يحدث في السنوات الخمس الأخيرة، جاء موسم العروض الصيفي لهذا العام ليعلن بداية تغيير واضح في خريطة السينما المصرية، والمقصود هنا موسم العرض الرئيسي للسينما المصرية الصيف والذي كانت تتراوح إيراداته في السنوات الأخيرة ما بين 120 و150 مليون جنيه نحو 30 مليون دولار. والثابت هو أن السينما المصرية تأثرت في شكل ملحوظ بحلول شهر رمضان في الصيف، فتمثل ذلك في إيرادات اقل بنسبة 30 في المئة مقارنة بالموسم الماضي. في المقابل كان هناك عدد من الظواهر التي رصدناها في هذا الموسم بدايتها كانت غياب ثلاثة من نجوم شباك تذاكر السينما المصرية محمد هنيدي واحمد السقا وكريم عبدالعزيز، والثلاثة فضلوا الابتعاد عن الموسم بعد أن تحسس منتجوهم الخطر من عدم تحقيق إيرادات كبيرة الثلاثة تحقق أفلامهم إيرادات تصل لنحو 50 مليون جنيه مجتمعين. ويستعد هنيدي والسقا وعبدالعزيز لخوض منافسة جديدة في موسم عيد الأضحى الذي يتزامن مع إجازة نصف العام الدراسي إلا إن الموسم الأخير شهد ظهور نجم كوميدي هو أحمد مكي الذي حقق فيلمه"دبور"إيرادات غير متوقعة تخطت 10 ملايين جنيه نحو مليوني دولار وكسر حاجز المليون جنيه في يوم عرض واحد ليدخل"نادي الكبار"مع محمد هنيدي واحمد حلمي واحمد السقا ومحمد سعد. ثالث ظواهر موسم الصيف السينمائي في مصر كانت تأكيد تراجع محمد سعد تراجعاً ملحوظاً في مجال المنافسة على إيرادات الأفلام، ففيلمه الأخير"بوشكاش"جاء في المركز الثالث من حيث حجم الإيرادات وهو أمر لم يعتده سعد الذي ظل يحتل المركز الأول في تحقيق أعلى الإيرادات في الفترة من 2002 إلى 2005. وارتبط بما سبق انحصار التنافس بين عادل إمام واحمد حلمي للموسم الثالث على التوالي وتفوق الأخير بفارق ضئيل، وعلى أية حال فقد حقق فيلم أحمد حلمي"آسف على الإزعاج"وفيلم عادل أمام"حسن ومرقص"أكثر من 20 مليون جنيه لكل منهما. وبرزت تجربة عادل أمام وعمر الشريف في"حسن ومرقص"لتعطي ثراء فنياً للموسم يحسب لإمام انه استعان بنجم في حجم عمر الشريف لمصلحة العمل مؤكداً انه لا ينظر سوى لفيلمه وكيف يضيف إليه عناصر نجاح تدعمه. وعادل إمام بفيلم"حسن ومرقص"هذه المرة والذي وجد ترحيباً من النقاد لأهمية موضوعه العلاقة الشائكة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، يظل في المنافسة منذ ثمانينات القرن الماضي إلى الآن. والمفاجأة كانت في تجربة حلمي المغايرة تماماً"آسف على الإزعاج"لتحقق مكسباً نقدياً لأحد الكوميديانات الجدد إذ أثنى النقاد كثيراً على أداء حلمي وعلى الفيلم البعيد من كوميديا الافيهات ووضح من خلال هذا الفيلم إصرار حلمي على التغيير عكس زملاء جيله وهو أمر تجاوب معه الجمهور إلى حد بعيد. ومن أبرز الظواهر هذا العام استمرار غياب المخرجات باستثناء ساندرا نشأت التي عرض لها فيلم"مسجون ترانزيت"وهو من نوعية أفلام التشويق والأكشن التي تميزت أفلامها الأخيرة. ونجح هذا الفيلم في تخطي حاجز 11 مليون جنيه نحو مليوني دولار. كذلك دخل ثلاثة مطربين المنافسة مع نجوم السينما وهم تامر حسني بفيلم"الكابتن هيما"ومصطفى قمر بفيلم"مفيش فايدة"وحمادة هلال بفيلم"حلم العمر"ولكن أفلامهم لم تحقق مراكز متقدمة في الإيرادات. أخيراً عرض في هذا الموسم 15 فيلماً تراجعت فيها الكوميديا التي كانت طاغية خلال السنوات الماضية، فجاء في المقدمة"حسن ومرقص"وپ"آسف على الإزعاج"برصيد تخطى 20 مليون جنيه ثم من بعدهما"بوشكاش"وپ"كابتن هيما"بنحو 14 مليون جنيه ثم"دبور"وپ"كباريه"وپ"الريس عمر حرب"وپ"مسجون ترانزيت"بإيرادات متقاربة تخطت 11 مليون جنيه، ثم"ليلة البيبي دول"أبرز الأفلام التي خسرت لأنه كان الأعلى كلفة بين أفلام الموسم 40 مليون جنيه ولم يحقق سوى 10 ملايين جنيه. وحقق فيلم"نمس بوند"لهاني رمزي 8 ملايين جنيه وپ"حلم العمر"لحمادة هلال نحو 5 ملايين جنيه وأخيراً"على جنب يا اسطى"وپ"مفيش فايدة"وپ"الغابة"بإيرادات أقل من مليوني جنيه، ثم الفيلم الدعائي"بحر النجوم"الذي لم يحقق إيرادات تذكر على رغم الدعاية التي سبقته واشتراك كل من هيفاء وهبي وكارول سماحة في بطولته.